المؤتمرات والمهرجانات

مركز مرايا: أكثر من خمسين بحثًا شارك في المؤتمر الثالث لإحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام)

مركز مرايا: أكثر من خمسين بحثًا شارك في المؤتمر الثالث لإحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام)

موقع قسم الشؤون الفكرية والثقافية

2023-12-16

كشف مركز المرايا للدراسات والإعلام عن مشاركة أكثر من خمسين بحثًا في المؤتمر العلمي الثالث لإحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام) واُختِير منها عشرون بعد تدقيق وتقييم فكري وعلمي صارم.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها مدير المركز السيد حيدر الزركاني، ضمن فعاليات المؤتمر المُقام من قبل المركز وبرعاية العتبة المقدسة، وبالتعاون مع جمعية العميد العلمية والفكرية وأمانة مسجد الكوفة المعظم، وجامعتي الكفيل والعميد وكليتي الآداب والإدارة والاقتصاد في جامعة الكوفة، واتحاد الأدباء والكتّاب في النجف الأشرف.
وأدناه نص الكلمة:
أيها السادة الكرام
لقد مثّل تراث أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) إرثًا إنسانيًّا عظيمًا، قدّم للإنسانية الكثير من المبادئ والقواعد الأساسية التي تحقق الحياة الفضلى للإنسان في مختلف جوانبها الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وعلى الرغم مما كتب في هذا التراث من كتب ودراسات فإنّه لا يزال هناك ما يستحق الدراسة والتنقيب، ولعل الحاجة باتت أكثر وأكبر إلى ذلك؛ من أجل تأصيل الكثير من العلوم والمعارف الإنسانية التي تثير الأسئلة المعرفية لدى شباب الأمة حاليًا الذي ينحو نحو الانفصال عن تراثه ويبتعد عن أسسه الثقافية مما خلق فراغًا معرفيًّا حقيقيًّا.
لذا وجد مركز المرايا للدراسات والإعلام MCSM أهمية العمل العلمي للبحث والتأصيل لبعض المعارف التي تجيب عن عدد من الأسئلة المهمة المطروحة في الوسط الشبابي من خلال التراث الإنساني لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام)، وإقامة مؤتمر علمي سنوي يبحث في هذا التراث ويقدّم كنوزه ودرره للمتلقي فكان المؤتمر يهدف إلى:
1- إحياء السيرة العطرة للإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقراءة تراثه الإنساني بما يحقق إثراء الحياة المعاصرة، ويتيح إجابات للأسئلة المعرفية عن أهمية الإرث الحضاري الإسلامي.
2- التأصيل العلمي للمفاهيم الحديثة فـي تراث أمير المؤمنين (عليه السلام) بما يعزز ثقــة الشباب بتراثه الحضاري وينشر مفاهيم الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين أبناء الوطن بكافة أطيافه.
3-محاولة الخروج برؤى موازنة بين الماضي والحاضر لمواجهة التحديات المعاصرة.
4- إثراء المجال الرقمي العربي بمحتوى علمي رصين عن سيرة أهل البيت (عليهم السلام).
لذلك كان عنوان المؤتمر الأول عام ۲۰۲۱: "بناء الدولة في تراث أمير الإمام علي (علية السلام)".
و المؤتمر الثاني: "البعد الإداري وقواعد الحكم الرشيد في تراث الإمام علي (عليه السلام)".
وهذا العام تمّ اختيار عنوان: مبادئ الرعاية الاجتماعية ومكافحة الفقر في فكر الإمام علي (عليه السلام) عنوانا للمؤتمر الثالث.
وربّ سائل يسأل عن سبب اختيار هذا العنوان فهل كانت ثمّة رعاية اجتماعية في زمن الإمام علي (عليه السلام) و هل أنّه (عليه السلام) وضع مبادئ لها؟
أقول و بكل ثقة و إيمان إنّ ما وصلنا من تراث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يؤكد أنّه (عليه السلام) أرسى مبادئ و أسس، بل أنّه تحدث بتفاصيل تثير الإعجاب والإعجاز و وضع حـلولًا لمشاكل لازال العالم إلى يومنا هذا يبحث عن حلول لها.
اسمحوا لي سادتي الأفاضل أن أقرأ على مسامعكم الكريمة هذا المقطع من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) لمالك الأشتر عندما ولاه مصر يقول (علية السلام): ( ثمّ الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم، والمساكين والمحتاجين، وأهل البؤسى والزمنى، فإنّ في هذه الطبقة قانعًا ومعترًا، واحفظ الله ما استحفظك من حقه فيهم، واجعل لهم قسمًا من بيت مالك، وقسمًا من غلات صوافي الإسلام في كل بلد ، فإنّ للأقصى منهم مثل الذي للأدنى) ثمّ يقول (عليه السلام): ( ففرّغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية والتواضع فليرفع إليك أمورهم، ثم اعمل فيهم بالإعذار إلى الله يوم تلقاه ، فإنّ هؤلاء من بين الرعية أحوج إلى الإنصاف من غيرهم. وتعهد أهل اليتم وذوي الرقة في السن، ممن لا حيلة له ولا ينصب للمسألة نفسه، إلى أنّ يقول (عليه السلام): (واجعل لذوي الحاجات منك قسمًا تفرغ لهم فيه شخصك، وتجلس لهم مجلسًا عامًا فتتواضع فيه لله الذي خلقك، وتقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع ثمّ احتمل الخرق منهم والعي ونحَ عنك الضيق والأنف يبسط الله عليك بذلك أكناف رحمته، ويوجب لك ثواب طاعته، وأعط ما أعطيت هنيئًا، وامنع في إجمال وإعذار)، في هذا المقطع القصير من العهد الشهير التفصيل الوافي لقضية عظيمة تحل فيها كثير من المشاكل المعاصرة.
لقد كانت ثمرة التعاون العلمي بين مركز المرايا للدراسات والإعلام، وجمعية العميد العلمية والفكرية، وكليتي الآداب والادارة والاقتصاد في جامعة الكوفة أن شارك في المؤتمر أكثر من خمسين بحثًا اُختِير عشرون منها بعد تدقيق وتقييم فكري و علمي صارم استمر على مدى ستة أشهر من العمل الدؤوب ليكون هذا المؤتمر إطلاقةً واستمرارًا للتعاون في العمل بين المركز وهذه المؤسسات.
وفي الختام لا يسعني بعـد حمد الله والثناء عليه الا ان اتقدم بجزيل الشكر والامتنان للرعاية الكريمة التي قدمتها امانة العتبة العباسية المقدسة و الى الاساتذة الكرام في جمعية العميد العلمية والفكرية لما بذلوه من جهد و تعاون كبير يفرح قلب كل باحث مثابر و طالب علم وعلى مدى خمسة اشهر و الى أمانة مسجد الكوفة المعظم وتعاونها المستمر مع المركز و دعمها المتواصل للعمل العلمي والثقافي في النجف الاشرف والى الاساتذة الأفاضل في كليتي الآداب والادارة والاقتصاد جامعة الكوفة على تعاونهم الكبير والى اتحاد الادباء و الكتاب فى النجف الاشرف هذا الاتحاد العريق الذي لم يبخل القائمون عليه في دعم و اسناد نشاطات المركز وتوفير ما يمكن توفيره من العام ۲۰۱۸ والى يومنا.