دار الرسول الأعظم: عدد البحوثِ المشاركة في مؤتمر السيرة النبوية 59 بحثاً
موقع قسم الشؤون الفكرية والثقافية
2023-11-14
أكّدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر دار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) الثالث، أن عدد البحوثِ المقبولة للمشاركة في المؤتمر بلغ تسعة وخمسين بحثاً.
جاء ذلك في كلمة ألقاها عضو اللجنة الأستاذ الدكتور ليث قابل الوائلي خلال افتتاح المؤتمر، الذي تقيمه الدار التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية تحت شعار (رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) وبعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير).
وأدناه نصّ الكلمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتُهُ..
حيّاكُمُ الله وبيَّاكُمُ، وأهلاً وسهلاً بِكُم في دارِكُم، دارِ الرَّسول الأعظم التابعة للعتبة العباسية المقدّسة، التي لها الشَّرفُ بِحَمْلِ هذا العنوان، وتلك -لَعْمرِي- مسؤوليّةٌ كبرى تقع على عاتِقِ جميع العاملين فيها، وهُم -ولله الحمد- لا يَأْلُونَ جَهْداً في تقديمِ كُلِّ ما مِن شَأْنِهِ الوفاء -ولو بِقَدرٍ يَسير-، لصاحب الرسالة السمحاء النبي الأكرم صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وذلك بالحرص الدائم على إقامة المؤتمرات والندواتِ، وجمع ودراسة ونشر جوانب كثيرة من سيرته العظيمة في كتب ودوريات ونشرات متعدّدةٍ، تلك السيرة المباركة التي نحنُ مأمورون بأمرِ السماءِ بالسير على هديِها الصحيح، فالنبيّ الأكرم سبيلُ النجاة في الدارين.
السادة الأفاضل- على بركة الله سبحانَهُ يبدأ مؤتمرُ دارِ الرسول الأعظم العلميُّ الدُّولِيُّ الثالثُ هذا، المعقودُ تحتَ شعارِ (رسولٌ مِنَ اللهِ يتلو صُحفاً مُطَهَّرَةً)، وهو يأتي تتويجاً لكلّ تلك الجهود المشار إليها، والتي لا نَدَّعي لها الكمال، فالكمالُ للهِ وحده سبحانَه، لكنّها وبصدقٍ مثّلتْ جهوداً مخلصةً لجميع العاملين في الدار، وقد تسابقوا للتشرّف بتقديمها بوصفها واجباً لا فضلاً، ودَيْناً في أعناقنا لخاتم المرسلين(صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين).
السادة الأفاضل
لا تخفى على حضراتِكُم الأهمية الكبرى للكتب المُصَنَّفَةِ في تفسير القرآن الكريم -قديمها وحديثها- فحقلُ اشتغالها العلميّ يتوزّعُ على ميادين متعدّدةٍ تَهُمُ الإنسانَ الفرد، مثلما تَهُمُ الأمَّةَ الإسلامية بأكملها، كمعرفة أوامر الشارع الحكيم، وفَهم المراد من الآياتِ المباركة، ونواحي الإعجاز البيانية والعلمية، فالله سبحانَهُ إنَّما أنزل كتابه المبارك ليتدبَّرَهُ الناسُ، ويعملوا بأوامره، ويجتنبوا ما نهى ويعتنوا بتفسيرِهِ لكي يَسْهُلَ فَهْمُهُ، وتطبيق أحكامه بوصفه منهجاً للحياة، قال سبحانه وتعالى: (كتابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبارَكًا لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكرَ أُولُوا الْأَلْبَابِ).
واستناداً لتلك الأهمية، وجدنا أنَّ من الأنسب عقد هذا المؤتمر المبارك بعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير)؛ لوجودِ تلازم وثيق لا تخفى أهميتُهُ على أحدٍ بينَ الثقلين الشريفين، بينَ خاتِمِ الكتب السماويّة، وخاتم الأنبياء، وكلاهما رحمة إلهية، وعطية ربّانيّة، فالقرآن الكريمُ هو الدليلُ المُعجِزُ الذي أرسلَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ ليهدي بهِ إلى دين الحقِّ الذي ارتضاه سبحانَهُ، والرسول الأكرمُ هو مُبَلِّغُهُ، والهادي إليه، وأمينه، والمدافع عنه.
السادة الأفاضل لقد نزل القرآن الكريمُ مُنَجَّماً، وتابعتْ آياته المباركة مساراتٍ طويلة من حياة الرسول الأكرم ، فكَمْ من آيةٍ مباركةٍ سجَّلتْ مواقف خالدةً في سيرته (صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين)، ونقلت لنا جوانب من حياته الشريفة، في حلّه وترحاله، في الشَّدّةِ والرّخاءِ، والسّلمِ والحرب، وفي تعامله مع سائر الناسِ مسلمين ومشركينَ، وجميع تلك الآياتِ المباركة وجدت لها مكاناً مهمّاً في كتب تفسير القرآن، فكان أن تأسست في هذهِ الكتب مباحث للمادة السِيَرِيّةِ الخاصة بالنبي الأكرم، ممّا يوجب الوقوف عندها لتكونَ معيناً في تقديم دراسات علمية جادّةٍ ورصينة عن السيرة النبوية المباركة، ومعرفة طبيعة العلاقة التي تربط كتب التفسير بنصوص السيرة النبوية، كما كانت معرفة القيم التربوية والأخلاقية لسيرة النبي الأكرم عن طريق كتب التفسير هدفاً آخر من بين أهدافٍ المؤتمر، فضلاً عن الموازنة بين سيرة المدونة التاريخية والمدونة التفسيرية.
وفي ظل ذلك توزّعت عن محاور المؤتمر لتَشْمَلَ جوانب متعددة هي: الجانب التاريخي والعقدي الفقهي واللغوي الأدبي والفكري، والتربوي.
السادة الأفاضل
لقد بذل أعضاء اللجنتين: العلمية والتحضيرية جهوداً طيبة في سبيل إنجاح أعمال هذا المؤتمر المبارك، وإظهاره بأفضل صورة، فتمّ وضع الخطط، والتواصل مع النخبة الفضلى من الأساتذة الباحثين، وتذليلُ كلّ الصعاب، وكانت اللجنة العلمية تواصل عملها بتأنٍّ وصبر، وتعملُ على وفق المعايير الجامعية المعروفة في تحكيم البحوث، ونعرض على حضراتكم نبذة موجزة عن عملها المبارك:
1- عدد البحوثِ المقدّمة للمؤتمر بلغ ستة وتسعين بحثاً.
2- عدد البحوثِ المقبولة للمشاركة بلغ تسعةً وخمسين بحثاً.
3- عدد البحوثِ التي لم تتوافق ومحاور المؤتمر وتمّ استبعادها بناءً على ما قرّره السادة الخبراء، بلغ سبعةً وثلاثين بحثاً.
4- عدد البحوث التي سيتم إلقاؤها في جلسات المؤتمر بلغ خمسةً وثلاثين بحثاً.
علماً أنَّ الدول التي شاركت في المؤتمر عن طريق باحثيها هي: جمهورية العراق، دولة السودان، جمهورية مصر العربيّة، الجمهورية الجزائرية، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دولة لبنان، الجمهورية العربيّة السورية، مملكة البحرين، المملكة المتّحدة، جمهورية أندنوسيا.
السادة الأفاضل يقتضي الواجبُ أنْ أتقدَّمَ أصالةً عن نفسي، ونيابةً عن السيد رئيس دار الرسول الأعظم الأستاذ الدكتور عادل نذير بيري، والسادة أعضاء الدار وجميع العاملين فيها، بوافر آيات الشكر والاحترام للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، للرعاية الكريمة التي كان لها الأثر الكبيرُ في نجاح أعمال هذا المؤتمر المبارك، والشكر موصول للجهود الخيرة التي بُذِلت من أجل أن يظهر المؤتمر بأبهى صورة.
وَنُقَدِّرُ عالياً روح التعاون والتواصلِ من لَدُنِ جميع الباحثين الفضلاء، الذينَ حَرَصُوا على التواصل المستمرّ مع دار الرسول الأعظم من أجل المشاركة ببحوثهم القيّمة.