العتبة العبّاسيّة المقدّسة: الشعر يمثل وثيقة معرفيّة وثقافيّة، لا مصفوفات لفظيّة
موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة
2023-12-26
أكّدت العتبة العبّاسيّة المقدّسة، أنّ الشعر يمثل وثيقة معرفيّة وثقافيّة، لا مصفوفات لفظيّة، داعية إلى إحياء الأنشطة والفعّاليّات الشعريّة.
جاء ذلك خلال كلمة العتبة المقدّسة التي ألقاها بالنيابة رئيس المجمع العلمي للقرآن الكريم فيها الدكتور مشتاق العلي ضمن فعّاليّات مسابقة الجود العالميّة للقصيدة العموديّة بنسختها التاسعة.
ونظّم المسابقة قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسيّة بالتعاون مع جامعة الكفيل، تحت شعار (الجود تسبيحة شعر بحر قوافيها الوفاء)، وتُقام سنويًّا بالتزامن مع ذكرى وفاة أم البنين (عليها السلام).
وقال العلي في كلمته إنّ "المؤرخ الإيطالي (فيكو) الذي يُعدّ من وجوه المعرفة الأوروبية في القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين، بنى كتابه (العلم الجديد) على فكرة الربط بين العقل، بوصفه أداة للتفكير والعالم بوصفه مادته، وتعكزت تلك الفكرة على مقولة مركزية عنوانها (الحكمة الشعرية)، مؤداها أنّ الشعوب الأولى قد بدأت بداية شعرية، وبأنّ الشعراء هم أول من تغنّى بالأحداث التاريخية، من هنا لم يكن العرب هم الوحيدون الذين جعلوا الشعر في صدارة موارثهم، بل هي مشترك إنساني، ذلك أنها لا تحمل العاطفة أو الشعور فقط، وإنما تحمل في داخلها رسالة وفلسفة، فضلا عن الثقافة والمعرفة، والا لما دعم النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) شعراء العقيدة، ودعاؤه لحسان بن ثابت معلوم أشهر من أن يذكر، وكذلك بالنسبة لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، إذ عاش تحت ظلال كل إمام من الأئمة شاعر، فالكميت شاعر الإمام الباقر (عليه السلام)، ودعبل شاعر الإمام الرضا (عليه السلام)".
وأضاف العلي أنّ "الشعر ليس مصفوفات لفظية يراد منها إفراغ شحنات عاطفية فقط، إنّما هو وثيقة معرفيّة، ثقافيّة، إنسانيّة، لذلك سعت العتبة العبّاسيّة المقدّسة إلى دعم الشعر وإحياء الأنشطة والفعاليات التي تُعنى به، ومن ذلك المسابقة التي نحيا اليوم في ضيافتها (مسابقة الجود العالمية للقصيدة العموديّة) بنسختها التاسعة، وعملت العتبة المقدسة على إشراك التشكيلات كافة ذات الصبغة الفكريّة، والثقافيّة، والمعرفيّة، برعاية هذه الأنشطة بالتناوب".
وتابع "انتدب قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة وجامعة الكفيل باعتبارهما الجهة المعنية، ثلّة من الأدباء والأساتذة كيما يكون لجنة تحكيميّة، وقد وفد على اللجنة أكثر من (78) نصًّا على مستوى عالٍ من الصياغة والإبداع من (9) دول عربية وإسلامية هي (مصر، وسوريا، ولبنان، والبحرين، والسعودية، والجزائر، والأردن، وإيران) فضلًا عن العراق".
وقدّم الدكتور مشتاق العلي شكره إلى التشكيلات كافة من داخل العتبة المقدسة، أو خارجها، والاتحاد العام للأدباء والكتاب في بغداد، وبقية فروعه في المحافظات، لاسيّما الاتحاد العام في كربلاء المقدسة.