النشاطات

جمعيّة العميد تشارك بفعاليّة في معرض تونس الدوليّ للكتاب

جمعيّة العميد تشارك بفعاليّة في معرض تونس الدوليّ للكتاب

موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة

2024-05-05

في إطار فعّاليّات الدورة الثامنة والثلاثين من معرض تونس الدوليّ للكتاب، أبرزت جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة حضورها اللافت ومشاركتها الفعّالة في المعرض الذي يُعدّ من أبرز المنصّات الثقافيّة والأدبيّة في العالم العربي.
تعزيز الفكر الإسلامي المعتدل
بيّن رئيس جمعيّة العميد الدكتور رياض طارق العميدي دور الجمعيّة في تعزيز الفكر الإسلامي المعتدل ضمن فعّاليّات معرض تونس الدوليّ للكتاب.
وقال العميدي: "إنّ المشاركة في مثل هذه المعارض الرياديّة تشكّل فرصة لعرض الإصدارات الثقافيّة والفكريّة الرصينة التي تقودها الجمعيّة، ونقل رسالة الثقافة المعتدلة التي تنتهجها".
وأضاف: "مشاركتنا في معرض تونس للكتاب هي تجسيد لرؤيتنا في نشر الفكر المستنير والمساهمة في الحوار الثقافي المتوازن على المستويين العربي والعالمي".
المشاركة البارزة
حملت جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة معها إرثًا ثقافيًّا غنيًّا يُعبّر عن تراثه العريق وتنوعه الثقافي، ساعية عَبرَ مشاركتها إلى تعزيز الوعي بالتراث الثقافي العراقي وتعزيز الروابط الثقافيّة بين الشعوب.
يقول مدير جناح الجمعيّة في المعرض، السيّد رضوان عبد الهادي السلامي: "إنّ الجمعيّة مثّلت جمهوريّة العراق بكل فخر، حاملةً معها إرثًا ثقافيًّا غنيًّا، عَبرَ جناح تضمُّ رفوفه مجموعة كبيرة من الإصدارات التي تُعبّر عن التنوع العلمي والثقافي؛ بهدف توسيع آفاق الجمعيّة وزيادة تأثيرها على صعيد البلدان العربيّة والعالم، ساعيةً إلى نشر الفكر الأصيل وتراث الحضارة الإسلاميّة، وتتطلع عَبرَ مشاركتها، لبناء جسور تواصل علميّ وثقافيّ أوسع، متأمّلة في جذب اهتمام القرّاء والباحثين، وتفعيل الدور العلميّ والثقافيّ الذي تستثمره الجمعيّة بتشكيل وعي جمهور المعرض وتقديم إضافة متميّزة لرصيد المحتوى الفكريّ الإسلاميّ".
وتابع السلامي: "إنّ جناح الجمعيّة شارك بحوالي (٣٠٠) إصدار من جمعيّة العميد والمؤسّسات العلميّة والبحثيّة والفكريّة في العتبة العبّاسيّة المقدّسة".
الأنشطة والفعّاليّات
تنوّعت الأنشطة والفعّاليّات التي قدّمتها جمعيّة العميّد في أثناء مدّة المعرض، إذ أقامت محاضرات وورش عمل وندوات تفاعليّة، وجلسات مع شخصيّات دينيّة، وأكاديميّة وعلميّة وفنيّة من مختلف دول العالم، إذ تناولت الجمعيّة في جلساتها مع هذه الشخصيّات مواضيع متنوّعة تشمل القضايا الإسلاميّة والعلوم والأدب والثقافة، ما جعل جناح الجمعيّة محطّ أنظار الزوّار طوال مدّة المعرض.
مصدر إلهام للأطفال
كان جناح جمعيّة العميد مصدر إلهام للأطفال، إذ وفّر بيئة مفتوحة لاستكشاف العلم والثقافة بطرق مبتكرة ومسلّية عَبرَ الأنشطة والعروض التفاعليّة، وأتاح فرصة تعلم جديدة وممتعة، ما يشجعهم على اكتشاف مواهبهم وتنمية مهاراتهم بشكل إبداعي.
ولم تنسَ جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة تخصيص زاويةٍ للطفل ضمن جناحها في المعرض، إذ عرضت جزءًا من إصدارات شعبة الطفولة والناشئة في قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة التابع للعتبة العبّاسيّة المقدّسة.
زين العابدين عادل الوكيل الممثّل القانوني للجمعيّة ذكر: "إنّ الجناح يتزيّن بمجموعة واسعة من القصص المصوّرة، والروايات المبسّطة، التي تهدف إلى غرس حبّ القراءة والاستطلاع منذ السنوات الأولى للطفولة، إذ اختيرت الإصدارات بعناية لتشمل مواضيع تعليميّة، وقصص، ومغامرات مشوقة تناسب مختلف الأعمار والاهتمامات"، مبينًا أنّ "اختيار الكتب تم على وَفقِ معايير تربويّة ونفسيّة لضمان توفير محتوى آمن ومفيد يسهم في تنمية شخصيّة الأطفال".
وأضاف الوكيل: "إنّ الجمعيّة تأمل في أن يصبح الجناح مصدر إلهام للأطفال، ما يعزّز من قدراتهم الإبداعيّة ويمكّنهم من اكتساب المعرفة بطريقة ممتعة وجذّابة، ويُعدّ جناح إصدارات الأطفال الذي تقدّمه جمعيّة العميد بمثابة ملاذ يجمع بين المتعة والفائدة، ويعكس الالتزام بتنمية القدرات الفكريّة للطفل في بيئة داعمة ومحفّزة".
وهناك أطفال من تونس وجدوا ضالّتهم في مجلّات الجناح وكتيّباته، وأثنوا على نوعيّة تلك الإصدارات؛ لكونها تشكّل أحد جدران الصدّ للأطفال وسط الموجات الفكريّة الاستغرابيّة، إذ ذكر أحد الآباء أنّه يحرص على ألّا يشاهد ابنه أيّ برنامج أو رسوم متحرّكة على الهاتف النقّال، وأن تنحصر قراءاته ومشاهداته بالمطبوعات، خوفًا من تأثير الهاتف على عقل الطفل فيما بات يُعرف بالتوحّد الإلكترونيّ.
وحرصَ آباءٌ على اقتناء ما يرونه مهمًّا لتنشئة أطفالهم، مثمّنين جهد القائمين على مشروع العناية بالطفل من قِبل العتبة العبّاسيّة المقدّسة.
زاوية الحوارات
تميّز معرض تونس الدوليّ للكتاب بوجود الجلسات الفكريّة والحواريّة في كثيرٍ من أجنحته، وكان لجناح جمعيّة العميد نصيبٌ مهم في هذا المضمار، إذ خصّصت زاوية للحوارات ضمن الجناح في المشاركة الأولى للجمعيّة.
وشهد المعرض حراكًا ثقافيًّا متميزًا، خصوصًا في جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة، الذي أصبح محطّة للحوارات الفكريّة العميقة وتبادل الآراء بين الزوّار من مختلف الأعمار والتخصّصات.
وتنوّعت الحوارات بين تاريخيّة تارةً وفكريّة تارةً أخرى، فيما كان للعراق نصيب من أسئلة المختصّين وعموم الجمهور وحواراتهم، الذين قادتهم قلوبهم قبل أرجلهم إلى دخول الجناح وتصفّح إصداراته.
وكانت لدى الأستاذ مصطفى كريم وهو موظّف سابق في المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو)/ جامعة الدول العربيّة، تساؤلات عمّا تروّجه مواقع التواصل الاجتماعي عن مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، ومدى صحّة ما يقوله بعض مدّعي العلم بشأن هذه المدرسة، وكانت لإدارة الجناح إجابات مدعمة بالأدلّة والوثائق العلميّة تكشف عن ضلال أولائك المدّعين وجهلهم وحقيقة نقاء علم هذه المدرسة وعلمائها.
فيما تساءل الإعلاميّ نور حمدي وهو تونسيّ من أصلٍ لبنانيّ عن تطوّرات الحركة الثقافيّة في العراق ما بعد التغيير، وقدّمت له إدارة الجناح شرحًا مفصّلًا عن حجم التطوّر الفكريّ والمعرفيّ والانفتاح على العالم، بعد الانغلاق الذي فرضته الديكتاتوريّة طوال 35 سنة، مبيّنة بعض الإنجازات العلميّة والفكريّة في هذا المضمار.
المهندس محمد الحدراوي رئيس مجلس إدارة مؤسّسة العطاء لتنمية المواهب الفنّية والإعلاميّة من النجف الأشرف الذي كان في زيارة عملٍ للمعرض، ذكر في حواره ضرورة الانفتاح على الآخر ونشر الثقافات وتبادلها، لكون أنّ المشاركة في هذه المعارض تمثّل فرصة رائعة لاكتشاف الثقافات والأفكار المتنوّعة، وتمثّل المشاركة العراقيّة في معرض تونس للكتاب منبرًا هامًّا لنشر الفكر المتقدّم، والمساهمة في الحوار الثقافي على الصعيدين الإقليمي والدوليّ.
وسأل باحثٌ تونسيّ في مجال اللّغة العربيّة إدارة الجناح، عن أصول بعض الكلمات في اللّهجة العراقيّة وعلاقتها بلغات العراق القديمة، إذ أجابته محيلة إليه مصادر الإجابة إلى بعض المراجع اللّغوية في هذا المجال.
تعزيز الروابط وتبادل الثقافات
تعكس مشاركة جمعيّة العميد في معرض تونس الدولي للكتاب رغبتها الدائمة في تعزيز الروابط مع المؤسّسات والمراكز العلميّة الدوليّة، إذ تسعى الجمعيّة إلى تعزيز التبادل الثقافي، وإثراء البحث العلمي على المستوى الدولي، والتعريف بالثقافات العراقيّة.
عضو وفد الجمعيّة إلى المعرض السيّد جسّام محمّد السعيدي قال: "إنّ من أبرز نشاطات جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة في معرض تونس الدوليّ للكتاب بدورته الثامنة والثلاثين، هي الإجابة عن الأسئلة التي بادر بها أغلب من زار الجناح من النخب أو المثقّفين أو عامّة الجمهور".
وكانت أبرز الأسئلة هي: ما أخبار الحركة الثقافيّة والفكريّة؟ وهل عاد العراق إلى مجده؟ هل هو آمن الآن؟ وهل يُمكن السفر إليه؟ وكان كثيرٌ منهم بسبب عدم اطّلاعه على الوضع العراقيّ يترحّم على الطاغية المقبور، ويعتقد بأمورٍ لا علاقة لها بالواقع قبل 9/ 4/ 2003م، وهنا كان دور القائمين في الإجابة عن تلك التساؤلات ورفع ما اشتبه على زوّار المعرض، الذين كان أغلبهم من تونس وليبيا والجزائر.
جسّام السعيدي، يتابع بالقول: "شرحنا جرائم النظام الديكتاتوري البائد وكميّة الظلم الذي تعرّض لها الشعب العراقيّ، بدليل بعض المصادر وما نُشر في مؤسّسات العتبة العبّاسيّة المقدّسة بهذا الصدد، وقد لاقت تلك الإجابات صدرًا رحبًا من الجمهور، حتى أنّ بعضهم كان يتمنّى استحصال فرصة لزيارة العراق والاطّلاع عن كثبٍ على ما يجري من حراك ثقافيّ وعلميّ، وفضاء حريّة أطلق لكلّ الكفاءات العراقيّة الإبداعيّة، قد يكون من أفضل ما حصل في البلد في القرون القليلة الماضية، ليس فقط أفضل من حقبة ما قبل النظام السابق التي كان يعتقد كثيرٌ من زوّار المعرض أنّها أفضل الحقب في التاريخ العراقي".
إشادات
تلقّت جمعيّة العميد العديد من الإشادات والتقديرات في مشاركتها في معرض تونس الدولي للكتاب، إذ أثنى الزوّار على جهود الجمعيّة في تقديم محتوى ثقافيّ وعلميّ متنوّع ومثير للاهتمام، فضلًا عن تميّزه بالتصميم الجذّاب والمبتكر الذي لاقى استحسان الزوّار، فقد وصفوه بأنّه نافذة حقيقيّة تفتح على تراث وثقافة العراق.
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربيّة السابق في أثناء زيارته لجناح الجمعيّة في معرض تونس الدولي للكتاب بدورته الثامنة والثلاثين، واطّلاعه على إصداراتها والمراكز المشاركة معها، قال: "إنّ جناح جمعيّة العميد هو فريد وجميل وثمين بإصداراته المهمّة، بما لها من علاقة بالثقافة العربيّة والإسلاميّة في العراق والعالم العربي والإسلامي".
فيما أكّد رجل الدين التونسي الشيخ كريم بن شنيبة أنّ جناح جمعيّة العميد، جمع بين الحديث والتراث المجابه لتحدّيات المجتمع الفكريّة، وقال: "إنّ من أهمّ فوائد معارض الكتاب أنّها تشكّل فرصةً للمثقّف والباحث ليلتقي أقرانه في الدول المشاركة خصوصًا العربيّة منها، وقد كانت فرصةً طيّبة أن نلتقي أحبّتنا من العراق في هذا الجناح الرائع".
وأضاف: "يُحسب لجمعيّة العميد العلميّة والفكريّة في جناحها أنّها جمعت بين الحداثة في الإصدارات التي تتصدّى للهجمات الفكريّة التي تواجه الأمّة في عصرها الحالي، وبين كتب التراث الإسلاميّ في علومه المختلفة التي تنقلنا إلى أمّهات المعارف، وأصالة التأريخ، ولكن بحلّةٍ جميلة جدًا تشجّع القارئ على مطالعتها".