النشاطات

ورقة بحثيّة تسلّط الضوء على أثر القيم الأخلاقية على الإنسان والوطن انطلاقًا من وصايا السيد السيستاني

ورقة بحثيّة تسلّط الضوء على أثر القيم الأخلاقية على الإنسان والوطن انطلاقًا من وصايا السيد السيستاني

موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة

2024-06-07

قدّمت الباحثة ضياء علي عياد ورقة بحثية بعنوان: (أثر القيم الأخلاقية على الإنسان والوطن - انطلاقًا من وصايا السيد علي السيستاني)، في مؤتمر فتاوى الدفاع المقدسة.
جاء ذلك ضمن فعاليات مؤتمر فتاوى الدفاع المقدسة العلمي الدولي الخامس، على هامش مهرجان فتوى الدفاع المقدسة السنوي الثقافي بنسخته الثامنة الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة، والمنعقد تحت شعار (المرجعية الدينية حصن الأمة الإسلامية) وبعنوان: (فتاوى الدفاع المقدسة بين الماضي والحاضر تشابه الأهداف واختلاف الأساليب – مرجع الطائفة سماحة السيد السيستاني وسماحة الميرزا أبي القاسم القمي).
وقالت عياد: "إنّ العالم يشهد اليوم تطورات متسارعة، إذ تؤثر الثورة التكنولوجية المنتشرة بشكل كبير على نمط الحياة الإنسانية في أنحاء الكرة الأرضية كافة، وذلك بسبب الانتقال السريع لمختلف الأنماط والسلوكيات المختلفة الذي يؤثر على حياة الشباب بشكل عام والمسلم بشكل خاص".
وأضافت: "إنّ موضوع الأفكار الدخيلة التي تحاول التأثير على منظومة القيم الأخلاقية والتربوية والأدبية، لم يغب عن اهتمامات المرجع الديني سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، إذ أدرج العديد من الوصايا الخاصة بالشباب المسلم تحثه على التمسك بتلك القيم، انطلاقًا من التأصيل الشرعي لمفهوم غرس القيم، وأثرها الإيجابي في بناء شخصية وطنية فاعلة والحفاظ على النسيج الوطني".
وأوضحت: "إنّ من الضروري القيام ببحث علمي يلقي الضوء على تأثير القيم على الفرد والمجتمع، وأهميته في تقدم المجتمعات وتأخرها، عبر استخدام الأسلوب النقدي والتحليلي للأسباب الكامنة وراء أزمة القيم والصراع القيمي المنتشر بين الالتزام بالقيم الأصيلة والقيم الوافدة من الخارج، لا سيّما في ظل الطفرة في مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت تُستخدم لأغراض سلبية وتُسهم في انتشار الانحطاط والانحلال الأخلاقي تحت مغريات الشهرة والمال"، مشيرًا إلى، أنّ "فرضية البحث هي التساؤل حول (ما هو تأثير التربية على القيم الأخلاقية والتربوية والأدبية في بناء شخصية وطنية فاعلة والحفاظ على النسيج الوطني؟)، إذ ستُعالج عبر الاستدلال على النص القرآني ونهج البلاغة والصحيفة السجادية ووصايا السيد السيستاني (دام ظله الوارف)".
وبيّنت الباحثة ضياء علي عياد، أنّ "البحث يهدف إلى الإضاءة على أهمية القيم الأخلاقية انطلاقًا من وصايا السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)، وما قدّم فيها من تصوّر واضح لمنظومة القيم التي يريد الإسلام للمسلمين أن يحصلها ويعمل عليها، إذ إنّ تربية الشباب على مفهوم القيم الأخلاقية، تُسهم في بناء جدار يحميها من الاختراق والتغيير، وتلعب دورًا مهمًا على صعيد إعداد جيل من الشباب ذو شخصيات غير ركيكة وعصية على الانجرار في لعبة الفساد الأخلاقي التي تكلّف أصحابها الكثير من الجهد النفسي والمعنوي والمادي"، مضيفة: "هنا تكمن أهمية دور المرجع الديني الذي لا بد من أن يتلاقى مع المؤسسات الدينية والتربوية والاجتماعية وغيرها لإنجاح خطة صناعة الإنسان بالصورة الحقيقية التي يريد أن يراه الله عليها".
وتابعت: "إنّ انتشار ظاهرة التعدي على القيم الإسلامية الأصيلة في إطار ما يسمى بالـ(الإسلاموفوبيا)، ومحاولات البعض أنّ يطلقوا على الإسلام اتهامات بتقييد حريات الفرد والسعي إلى الحد من حركته، كان لا بد من الإضاءة على مفهوم تلك القيم ودورها في حياة الفرد، التي تسهم بما لا لبس فيه في الفهم الصحيح لتلك القيم من منطلق إسلامي حقيقي كدين محبة واحترام، يدعو إلى التقريب بين الأمم والشعوب عبر ترسيخ الاحترام المتبادل وتقبل الآخر المختلف، وينبذ العنف والصراعات القائمة على أساس الاختلاف في المذهب أو الدين".
وأشارت عياد إلى أنّ "النتائج التي تمّ التوصل إليها يكمن أهمها في أن الالتزام بالقيم الأخلاقية التي يحث عليها الإسلام والتعاون من أجل غرس مفهومها في نفوس الشباب من شأنه أن يخلق بيئة صالحة عمادها التعايش والتفاهم والاستقرار بعيدًا عن العنف والاقتتال، وكان لا بد من تضمين البحث الأسس التي يجب أن يبني عليها الإنسان من أجل بناء شخصية وطنية فاعلة وتضمن بالتالي الحفاظ على النسيج الوطني في مواجهة القيم الدخيلة كافة، التي تتعارض مع المفهوم الإسلامي الحقيقي، وتحاول تشويه الصورة الحقيقية للدين القائم على المحبة والتعايش السلمي".