النشاطات

بحث علمي يناقش وصايا السيد علي السيستاني في مرحلة الجهاد الدفاعي ومطابقتها للمنهج الإسلامي

بحث علمي يناقش وصايا السيد علي السيستاني في مرحلة الجهاد الدفاعي ومطابقتها للمنهج الإسلامي

موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة

2024-06-07

تناول الباحث الإسلامي الشيخ نبيل الحسناوي في مركز الدراسات والمراجعة العلمية التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسيّة المقدّسة في دراسة تحليلية وصايا المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في مرحلة الجهاد الدفاعي ومطابقتها للمنهج الإسلامي الحنيف.
جاء ذلك ضمن فعاليات مؤتمر فتاوى الدفاع المقدسة العلمي الدولي الخامس، على هامش مهرجان فتوى الدفاع المقدسة السنوي الثقافي بنسخته الثامنة الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة، والمنعقد تحت شعار (المرجعية الدينية حصن الأمة الإسلامية) وبعنوان: (فتاوى الدفاع المقدسة بين الماضي والحاضر تشابه الأهداف واختلاف الأساليب – مرجع الطائفة سماحة السيد السيستاني وسماحة الميرزا أبي القاسم القمي).
وذكر الحسناوي في ملخص البحث الذي جاء بعنوان: (وصايا السيد السيستاني -دام ظله الوارف- في مرحلة الجهاد الدفاعي ومطابقتها للمنهج الإسلامي الحنيف – دراسة تحليلية)، أنّ "الدين الإسلامي الحنيف يستبطن في منظومته المتكاملة على العقائد والمعارف الحقة والشرائع والأحكام التي تتلاءم مع عقل الإنسان وفطرته، بخلاف باقي الأديان السماوية وغير السماوية، فهي لا تحاكي روح الإنسان، ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة في قوله تعالى ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )، ولا ريب أنّ من يمثل الدين الإسلامي الحقيقي هو رسول الله محمد وأهل بيته المعصومين (صلى الله عليه وعليهم أجمعين)".
وأضاف: "إنّ الباري جلّ وعلا قال عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في محكم كتابه العزيز ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)، وأمّا أهل البيت فقد رُوي عن الفضيل عن الإمام أبي جعفر الباقر أنّه قال (بُني الاسلام على خمس: الولاية، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير)، وفي ذيل رواية أخرى (... وأي شيء من ذلك أفضل ؟، قال: الولاية أفضل لأنّها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن".
وبيّن الشيخ نبيل الحسناوي: "إنّ مضامين خطب الجمعة والبيانات والفتاوى المتعلقة بالجهاد الدفاعي الصادرة من مكتب المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف المتمثلة بسماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) في الزمن المظلم الذي رافق الإرهاب الداعشي، لو تأملنا فيها للمسنا جليًا أنّ لهذه الوصايا التأثير البالغ في القضاء على المخططات الخبيثة لتقسيم العراق الحبيب، وإنهاء أزمة الخطر الداعشي، الذي هدد الأرض والعرض والمقدسات، كما أنّها وحدت الشعب العراقي بأطيافه ومذاهبه وأديانه المختلفة كافة، وأسهمت في تحرير الأراضي المغتصبة منهم، ووجهت القوات الأمنية بمسك الأرض، وزرعت الشجاعة والصبر وحب الوطن في قلوب المقاتلين وجميع المواطنين".
وأوضح: "إنّ البحث يهدف إلى إثبات مطابقة وصايا السيد السيستاني للمنهج الإسلامي الحنيف، وبالاستعانة بالمنهج التحليلي لمضامين وصايا سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني في زمن الجهاد الدفاعي، فجزّأت فقرات هذه الوصايا وأثبت مطابقتها لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف كالقرآن الكريم وروايات أهل البيت الله وموافقتها للعقل والعرف العام".
وتابع الحسناوي: "إنّ النتائج التي ظهرت من خلال البحث هي، إثبات موافقة وصايا المرجعية الرشيدة ومطابقتها للمنهج الإسلامي الحنيف، وإنّ وصايا المرجعية الدينية العليا وصايا حكيمة أثمرت في المجتمع العراقي الهدوء والاستقرار بعدما كان الوضع هو الفوضى والعبث والاضطراب في المستويين السياسي والأمني، وبعد إثبات موافقة وصايا المرجعية الرشيدة ومطابقتها للمنهج الإسلامي الحنيف، يتبيّن قطعًا بأنّ المنهج المخالف له هو منهج بعيد عن روح الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه، كالمنهج الداعشي الزائغ".