قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة يعقد ندوة علمية عن صورة النبي (صلى الله عليه وآله) في الشعر العربي المسيحي الحديث
موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة
2025-05-09
عقد قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العباسية المقدسة الندوة العلمية الفصلية عن صورة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في الشعر العربي المسيحي الحديث، ضمن فعاليات ملتقى السيرة المباركة.
ونظّمت الندوةَ دارُ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) التابعة للقسم، بحضور عضو مجلس إدارة العتبة العبّاسيّة المقدّسة السيد ليث الموسوي، وعدد من مسؤوليها ورؤساء أقسامها، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين والمهتمين.
واستُهلت الفعاليات بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، والاستماع إلى النشيد الوطني العراقي، ونشيد العتبة العباسية المقدسة (لحن الإباء)، وقراءة سورة الفاتحة إلى أرواح شهداء العراق.
وقال رئيس القسم السيد عقيل الياسري: إنّ "دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) نظّمت جلسة بحثية للدكتور سرحان جفات، عن صورة النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) في الشعر العربي المسيحي، ضمن ملتقى السيرة الفصلي الذي يُقام كل ثلاثة أشهر".
وأضاف أنّ "الباحث استعرض عددًا من الشعراء العرب الذين كتبوا في مدح الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، مرّة من الجانب الديني، وأخرى من الجانب القومي؛ لأنّه شخص عربي".
من جانبه ذكر المحاضر الدكتور سرحان جفات، أنّ "الندوة تستهدف الحديث عن صورة النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) في الشعر العربي المسيحي المعاصر، وتأتي ردًّا على حملة التشويه التي تطال صورته وعلى المتطرفين، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، بأنّ هناك شخصيات من الجهتين، هي عابرة للتصنيف الديني والطائفي وتنظر إلى الآخر بإيجابية، مبينًا أنّ "عدد الشعراء المسيحيين الذين استعرضتهم المحاضرة يزيد على عشرين شاعرًا، وجميعهم كتبوا قصائد في حبّ النبي (صلى الله عليه وآله)".
وأوضح أنّ المحاضرة شملت محاور متعددة، من بينها جغرافية الشعر المسيحي، مشيرًا إلى أنّ الشعر العربي المسيحي الذي تضمن المدائح النبوية، يتركز غالبًا في سوريا ولبنان، خلافًا للمدائح النبوية الإسلامية الحديثة التي تتركز في مصر، وقد أرجع ذلك إلى توفر مساحة من الحرية الفكرية في هذين البلدين، وارتفاع نسبة المسيحيين فيهما، فضلاً عن هجرة الكثير منهم إلى بلاد المهجر.
وأشار جفات إلى دراسة المؤثرات التي أثّرت في الشعراء، مثل القرآن الكريم، والمدائح النبوية الشرقية، والحديث النبوي الشريف، والتاريخ الإسلامي، مؤكدًا، أنّنا نكن الاحترام لتجربة هؤلاء الشعراء في بيان شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ونقتدي بمرجعيتنا الدينية العليا، التي استقبلت بابا الفاتيكان، إذ يمثل هذا الاستقبال محطة للتلاقي الإسلامي المسيحي، وننهل من هذه المحطة بحث نقاط إنسانية متشابهة بين الدينَين وبين المثقفين في هذين الاتجاهين.
وبيّن المحاضر أنّ "إقامة العتبة العباسية المقدسة مثل هذه الفعاليات، لأنّها ممثل شرعي عن المرجعية الدينية العليا ولها منظور إنساني شامل، وهي بالتالي تتحدث عن كل مواطن الإنسانية والإبداع في كل دين وعند كل فئة وعند كل ملة ونحلة، وأنّ العتبة المقدسة تنظم العديد من النشاطات الثقافية، وأنّ صورة النبي (صلى الله عليه وآله) عند الآخر، لا تتجلى فقط في بعض الفعاليات، بل هي في الفعالية الأدبية أكثر وأوضح، ومن هنا تُعنى العتبة المقدسة بهذا الموضوع".