اللجنة المشرفة تلقي البيان الختامي والتوصيات الخاصة بأسبوع الإمامة الدولي الثالث
موقع قسم الشؤون الفكرية والثقافية
2025-06-16
ألقى عضو اللجنة العليا المشرفة على أسبوع الإمامة الدولي، الدكتور عباس الدده الموسوي البيان الختامي والتوصيات العلمية الخاصة بالنسخة الثالثة من الأسبوع.
وأقامت العتبة العباسية المقدسة، فعاليات الأسبوع، تحت شعار (النبوَّة والإمامة صِنوان لا يفترقان)، وبعنوان (وصايا الأئمة رشدٌ وتقوى)، تزامنًا مع عيد الغدير الأغر، بمشاركةٍ واسعةٍ من الدول العربية والإسلامية والأجنبية.
وجاء في البيان الختامي أنّه "من خلال الاطّلاع على الأبحاث العلمية المشاركة في أسبوع الإمامة الدولي الثالث تبيّن ما يأتي:
- إنَّ لوصايا الأئمة (عليهم السلام) الأثرَ الفاعلَ والكبيرَ في توجيه حياةِ الإنسان الوجهةَ الصحيحة، وذلك على صعيد الجوانبِ الحياتيةِ المتنوعة، ومراحلها المختلفة، ومن ثمار ذلك أنّهُ يؤدي إلى بناءِ أفرادٍ وأُسرٍ ومجتمعاتٍ واعيةٍ وسليمةٍ فكرياً وعقائدياً واجتماعياً.
- لوصايا الأئمة (عليهم السلام) تأثيرٌ كبيرٌ في جوانبِ التربيةِ العقديّة، وعلاقةِ الفردِ بخالقهِ، إذ توثّق تلك الوصايا العلاقةَ بين العبدِ وربّهِ، وتوطّدُ الأواصرَ بينهما من نواحٍ عدّة، أهمّها الارتباطُ اليقيني بالله تعالى والإيمان بما دعا إليه بقلبٍ مطمئنٍ وفكرٍ نقيٍ ولبٍ ناصع.
- أَسهمَ المنجزُ العلمي في وصايا الأئمة (عليهم السلام) في إيضاحِ وتبيانِ الجوانبِ الفقهيةِ المُتعلقةِ بحياة الإنسانِ في عباداتهِ ومُعاملاتهِ.
- أثبتت الأبحاثُ أنّ للتوجيهاتِ التربويةِ والأخلاقيةِ نصيباً وافراً في وصايا الأئمة (عليهم السلام) انطلاقاً من تربية الفرد وبناء الأسرة وتشكيل الشعوب والمجتمعات، إذ أوضحت قدرةَ تلك التوجيهات على تشخيص الخللِ والمشكلاتِ على الصعدِ كافة، وعلى معالجتها عن طريق مجموعةٍ من السُبل؛ إذ تمثّل الدواءَ الناجعَ والترياقَ المُجربَ في تحقيقِ الأهدافِ المرجوةِ منها؛ فهي صادرةٌ عن ذاتٍ عارفة، فكانت لها أصداؤُها الواضحة عند المؤالفِ والمخالف.
- لوصايا الأئمة (عليهم السلام) في الجانب السياسي والإداري وسياسةِ البلاد والعبادِ دورٌ كبير في توجيهها صوب جادة الأمان، إذ أسهمت وصاياهم للراعي والرعية وللآمر والمأمور بالتوضيح والبيان والتفصيل وحلِّ الإشكالات والإجابة عن التساؤلات.
- امتازت وصايا الأئمة بمجموعةٍ من الخصائصِ والسمات أبرزها أنَّ لغتَها انمازت بالبلاغة والفصاحة والبيان وإصابة الغرض المنشود منها، بلغةٍ مؤثّرةٍ وواقعيةٍ تُصيب عينَ الحقيقة، لذلك نجد أنّها تأخذُ بمجامعِ القلوب، وتلامسُ العقلَ والشعور، فأصبحت مهوى أفئدةِ الباحثين وميداناً ثرّاً للعلماء والمفكرين والدارسين في مجالات مُتعددة.
- تضمّنت الوصايا توجيهاتٍ مهمّةً في بابِ الفقه والفقهاء، ما يساعدُ على بناءِ فقهٍ ناصعٍ وفقهاءَ أُمناءَ قادرينَ على إدامةِ الحياةِ وحلِّ المشكلات فيها".
وذكر الموسوي أنّ "التوصيات المُتعلقة بالمؤتمر تتلخّصُ في:
- إدامة البحثِ في وصايا أهل البيت (عليه السلام) في المصادر والمراجع المطبوعة والمخطوطة والسعي إلى تحقيقها ونشرها وتقديمها لطلبة العلم والمعرفة، ودعوة الخطباء والإعلاميين والأساتذة وكل من يتصدّى للتبليغ ونشر القيم القويمة إلى أن يُفيدَ ويستثمرَ وصايا الأئمة وينقلَها بكلِّ أمانةٍ لكلِّ متلقٍ.
- دعوة الباحثين إلى التدبُّرِ في وصايا الأئمة الطاهرين والتأملِ فيها لفهمِها ومعرفةِ أسرارِها والكشفِ عن مكنوناتِها وعن المواعظِ التي فيها والعملِ بمضمونِها، ودراستها من كلِّ الجوانب ما استطاعوا لذلك سبيلا.
- مفاتحة الجهاتِ التربويةِ والتعليمية والجهاتِ المختصةِ بضرورة تضمينِ سيرِ الأئمة ووصاياهم وفضائلِهم وخصالِهم الحميدةِ بشكلٍ أوسعَ في المناهج الدراسية والتربوية؛ من أجل إفادة الناشئة والشباب من فيض معينِهم وسيَرِهم العطرةِ ومنهجِهم القويمِ في الحياة، والإفادة من كلِّ ذلك في حياتهم المستقبلية.
- دعوة الباحثين والدارسين لتكثيف الجهودِ من أجل تقديمِ الأبحاث والدراسات والتحقيقات الخاصة بتراث أهل البيت (عليهم السلام) عامّةً وإضاءةِ الجوانب التي لم تَستوفِ حقّها من البحث والدراسة والتحقيق.
- دعوةُ القنواتِ الفضائية وحثُّ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي المختلفة لتغطية هذه الممارسةِ الثقافيةِ والعلمية وإيصالِها للعالم لنشر فكر أهل البيت (عليهم السلام) وتراثهم المعرفي، فقد روي عن الإمام الصادقِ (عليه السلام): (إنَّ الناسَ لو علموا محاسنَ كلامِنا لاتّبعونا).
- حثُّ الباحثين والدارسين في شأن التحديات المُعاصرة والتهديدات الحالية إلى التوجّه إلى منظومة الأئمة الطاهرين لاستقاء مادتِهم من معينهم(عليهم السلام) ووصاياهم الأخلاقيةِ والتربوية والفكرية التي تُشكّل مناراً جليّاً، لترسيخ الهويةِ الإسلامية ومجابهةِ الأفكار الضالة والدعواتِ الباطلةِ التي نشهدها اليوم.
- العمل على إنشاء أفلامٍ وثائقيةٍ ومقاطعَ دراميةٍ تتعلق بحياةِ أهل البيت وتنشرُ سيرتِهم العطرةِ ووصاياهم التهذيبيةِ؛ من أجل إيصالِها لجميع طبقات المجتمع، ومن ثمّ الإفادةَ منها على صعيدي العبادات والمُعاملات الحياتية.
- تشكيل لجنةٍ خاصةٍ تأخذ على عاتقها التعريفَ بأسبوع الإمامة إعلاميّاً وتتواصل مع المراكزِ البحثيّةِ والمؤسّسات الأكاديميّة لإقامة الورش والندوات التمهيديّة لدعوة الباحثين إلى المُشاركةِ الواسعةِ في مؤتمرات الأسبوع في نسخه القادمة، ورفدِهم بالعنوانات والمواضيع المقترحةِ والتي لم تنل حقَّها من البحث والدراسة في تراث أهل البيت العلمي والفكري.
- تشكيل لجنةٍ خاصةٍ تتبنّى انتقاءَ الأبحاثِ الجيدةِ والمُتميّزة؛ من أجل تكريمِ أصحابِها من أرباب الأقلامِ المبدعةِ المتميزة الذين شاركوا في مؤتمرات الأسبوع بشكل مُتكررٍ بنُسخهِ الثلاث؛ وذلك لتشجيعهم وحثّهم على تقديمِ الأفضلِ.
- عمل موسوعةٍ ورقيّةٍ وإلكترونيةٍ خاصةٍ بوصايا أهل البيت (عليهم السلام)، وبالأبحاث والدراساتِ القائمة عليها والمُستقاةِ منها؛ لتُشكّلَ مرجعاً علميّا للباحثين عن المعرفة، وتُسهّلَ عليهم اختيار موضوعات أبحاثهم، وتفتحَ لهم الأبوابَ لانتقاء مشاريعَ بحثيةٍ جديدة".