موسوعة "خطب الجمعة".. وثيقة علمية تؤرشف خطاب المرجعية في الصحن الحسيني منذ 2003م
موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة
2025-07-17
في إطار المشاريع العلمية والفكرية التي تعكف عليها العتبة العباسية المقدسة، أنجز مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات، التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية، موسوعة ضخمة توثق خطب الجمعة التي أُلقيت في الصحن الحسيني الشريف منذ عام 2003 وحتى 2020م.
وللوقوف على تفاصيل هذا المشروع المهم، أجرينا حوارًا مع الدكتور كريم حسين ناصح الخالدي، المشرف على المشروع، فكان هذا اللقاء:
س: بداية، ما الدافع وراء توثيق خطب الجمعة في موسوعة متكاملة؟
الخطب التي تُلقى في كربلاء باسم سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) ليست مجرّد كلمات أسبوعية، بل هي رؤية دينية ومعرفية شاملة تعبّر عن موقف المرجعية من الأحداث، وتبيّن معالم الإسلام في ضوء سنة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ونهج الأئمة المعصومين (عليهم السلام).
لذا ارتأينا في مركز العميد، وبإشراف قسم الموسوعات والمعجمات، أن نقوم بتوثيق هذه الخطب توثيقًا علميًا أكاديميًا يحفظها للأجيال ويجعلها متاحة للباحثين وطلبة الدراسات العليا.
س: مَن هم الخطباء الذين أُدرجت خطبهم في هذه الموسوعة؟
يتناوب على إلقاء خطب الجمعة في الصحن الحسيني الشريف سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي المتولي الشرعي للعتبة الحسينية، وسماحة السيد أحمد الصافي المتولي الشرعي للعتبة العباسية (دام عزهما).
وقد حرصنا على جمع كل الخطب التي ألقياها نيابةً عن المرجعية، بما تتضمنه من معارف دينية، وتوجيهات إصلاحية، ومواقف وطنية وإنسانية.
س: ما المدة التي شملها التوثيق؟ وكم عدد الأجزاء التي صدرت؟
وثّقنا خطب الجمعة منذ عام 2003م وحتى عام 2020م، أي على مدى 17 عامًا، وجاءت النتيجة إصدار الموسوعة في 33 جزءًا موزعة على 17 مجلدًا، وكل مجلد يحتوي على خطب سنة كاملة مقسّمة إلى جزئين.
س: كيف تمت عملية التوثيق؟ وهل واجهتم صعوبات؟
بدأ العمل الفعلي عام 2015م، ومرّ بعدة مراحل، شملت:
• جمع الخطب من الملفات الفيديوية والصوتية
• تنضيد النصوص وتدقيقها لغويًا
• تحقيق علمي دقيق وتخريج للمصادر
• إخراج وتصميم طباعي احترافي
الصعوبات تمثلت في أن بعض الخطب، خاصة في سنة 2003م، لم تكن مكتملة أو كانت مفقودة في الأرشيف، فاضطررنا لجمعها من مصادر متعددة وتدقيقها لتكون موحدة وسليمة.
س: ما أهمية هذه الموسوعة على الصعيدين الفكري والتاريخي؟
تكمن أهميتها في كونها توثق المواقف الرسمية للمرجعية الدينية العليا خلال مرحلة مفصلية من تاريخ العراق، وتُظهر كيفية تعاملها مع الأحداث والتحديات الكبرى.
كما أن هذه الخطب تحتوي على مضامين فكرية وعقائدية وتربوية تُشكّل رافدًا علميًا مهمًا للباحثين والمفكرين.
س: هل خُصصت أجزاء معينة لموضوعات خاصة؟
نعم، الجزء الأخير من الموسوعة خُصّص لـبيانات المرجعية الدينية العليا، أما بقية الأجزاء فاحتوت على الخطب الأسبوعية، وكلها مرتبة زمنيًا.
وبهذا نحفظ هذا التراث الديني والمعرفي من الضياع أو التزوير أو التأويل غير الدقيق.
س: كيف تقيّمون هذا المشروع ضمن مشاريع العتبة العباسية الفكرية؟
أعتبره من أبرز المشاريع التوثيقية لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، وقد أُنجز وفق معايير علمية رصينة، وهو ثمرة تعاون الأساتذة الجامعيين والخبراء الحوزويين الذين بذلوا جهدًا مخلصًا في سبيل حفظ هذا المنجز.