أكاديمي يجري مقاربة نقدية لموضوع السردية في سورة (عبس) على وفقِ قراءات الباحثين
موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة
2025-11-07
قدم الباحث والأكاديمي في كلية التربية بجامعة ميسان أ.د صباح عيدان حمود العبادي، بحثًا بعنوان: "سردية ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ في قراءات الباحثين - مقاربة نقدية لمناهج التحليل والتأوَيّل"، ضمن فعاليات مؤتمر دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) العلمي الدولي الرابع.
ويُعقد المؤتمر الذي تنظمه دار الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، وكلية التربية الأساسية للبنات / جامعة العميد، تحت عنوان (السيرة النبوية المباركة بين الثوابت القرآنية ومتغيرات المناهج العلمية)، وتستمر فعّالياته لمدّة يومين.
وذكر العبادي في ملخص بحثه أنَّه "تـأتي سـورة (عبـس) ضمـن سـياق مكـي متواتـر، حيـث المواجهـة بين الدعـوة الإسلاميـة وقـوى الجحـود والإنـكار، فهي جـزء مـن خطـاب قـرآني مكثـف يهـدف إلى تكريـس أفق الخطـاب النبـوي، وتنبيه المؤمنين إلى قيــم الدعــوة، ومراتب التلقــي، وشرف الاســتجابة للحق، وإنّ هذه السـورة لا تقـتصر على مشـهد شخصي طارئ، بــل تعكــس تحــولًا نوعيًا في فلسـفة الدعــوة والتمييز بين (الاســتجابة) و(الإعــراض)، ما يجعلها أرضًا خصبة للمقاربات المنهجيــة المعــاصرة".
وأضاف أنّ "من المناهج التي عملت عليها في هذا البحث هي: المنهــج التحلــيلي السردي الــذي يتعامــل مــع الســورة بوصفهــا نصًّا سرديًّا يحمــل شخصيات وأحداث وزوايــا نظــر، ويــقرأ تحــولات السرد وانتقالاته، ومنهج التحليــل البلاغــي والإيقاعي الــذي تمثّلــه دراســات اهتمــت بتحليــل النظــم القــرآني، وانســجام البنيــة التركيبيـة كالتقديــم والتــأخير والفصــل والوصــل والبنــاء الإيقاعــي للسـورة والجـرس الصــوتي وتــوازن الجمــل، إضافةً إلى المنهـج السـياقي الـذي يسـعى إلى فهـم الخطـاب ضمـن وحدتـه الداخلية وسـياق السـور المكيـة، متجـاوزًا القـراءة التقليدية التـي تفصـل بين الآيـات، أو تعـزلها عـن لحمتهـا الموضوعية".
وأوضح أنّ "البحـث انتهى إلى نتائجـه التـي اتضـح فيهـا أنّ السـورة تعالـج حالـة سـلوكية عامّـة لا حادثـة شـخصية؛ لأنّ بنيـة السـورة لا تسرد حدثـًا عابـرًا، بـل تقـدم نموذجًا سـلوكيًّا مرفوضًا يتكـرر في المجتمعـات، حين يُقصى المسـتضعفون ويُفضل أهـل الجاه، وهـو مـا يجعـل الخطـاب تربويًّا عامًّا، لا عتابًا لشـخص بعينـه".
وتابع العبادي "لقـد تـبيَّن أنَّ المنهـج السـياقي هـو الأكثـر كفـاءة في كشـف بنيـة النص، مـن خلال تتبـع الضمائر، والحركـة السرديـة، وتناسـق الســياقات الداخليــة والخارجيــة، بعيـدًا عــن ســلطة الأخبــار المرويــة، مــا ســمح بقــراءة مســتقلة ومنفتحــة على مقاصــد النصّ الأخلاقيــة".