النشاطات

مركز المرايا مؤتمر: إحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام) يمثل مشروعًا فكريًّا متكاملًا

مركز المرايا مؤتمر: إحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام) يمثل مشروعًا فكريًّا متكاملًا

موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة

2025-11-07

أكد رئيس مركز المرايا للدراسات والإعلام، السيد حيدر الزركاني، أنّ مؤتمر إحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام) يمثل مشروعًا فكريًّا متكاملًا. جاء ذلك في أثناء كلمته ضمن فعاليات المؤتمر، الذي يُقام برعاية العتبة العباسية المقدسة، وينظمه مركز المرايا بالتعاون مع جمعية العميد العلمية والفكرية، وأمانة مسجد الكوفة المعظم، وجامعتي الكفيل والعميد، وكلية الآداب في جامعة الكوفة، ومركز دراسات الكوفة، واتحاد الأدباء والكتاب في النجف الأشرف، تحت عنوان (التربية وبناء الإنسان في تراث الإمام علي -عليه السلام- ضوء التحديات المعاصرة). وقال الزركاني: إنّنا "سعينا منذ انطلاق النسخة الأولى للمؤتمر عام ٢٠٢١ أنّ تمثل المساهمة الفكرية الأبرز له في القدرة على مد الجسر بين الفكر الإسلامي، وتحديدًا تراث الإمام علي (عليه السلام)، وبين التحديات المعاصرة، وعملنا بكل جد على ألا تكتفي الأبحاث المقدمة في المؤتمرات بتقديم قراءة تاريخية، بل تتجاوز ذلك إلى تحليل كيفية تطبيق هذه المبادئ في مجالات العلوم الحديثة كعلوم السياسة والاجتماع والتربية، وهذا النهج يضع تراث الإمام علي (عليه السلام) ليس كوثيقة تاريخية جامدة، بل كمصدر حي وفعّال لحلول مشكلات اليوم، مما يجعله ذا صلة مباشرة بالحياة المعاصرة". وأضاف، أنّ "سلسلة المؤتمرات العلمية الأربعة التي يعقدها مركز المرايا، تمثل مشروعًا فكريًّا منهجيًّا وممتدًا، يهدف إلى استقراء تراث الإمام علي (عليه السلام) وتطبيقه على جملة من التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية، إذ بدأ هذا المشروع بركيزة تأسيسية تتمثل في بناء الدولة، ثم تقدم إلى آليات الحكم الرشيد، ومنها إلى صميم الأثر الاجتماعي والتركيز على قضايا الرعاية ومكافحة الفقر، وبلغ المشروع ذروته الفكرية في مؤتمره الرابع الذي يتناول بناء الإنسان والتربية". وبيّن الزركاني، أنّ "هذا التدرج يظهر تحولاً منهجيًّا من الإطار الكلي (الدولة) إلى التفصيلي والعملي (الإدارة)، ومنه إلى الإطار الاجتماعي (المجتمع)، لينتهي بالإطار الفردي (الإنسان)، ويتجلى في هذه السلسلة الترابط الوثيق بين المؤسسات الدينية والأكاديمية، إذ نعمل تحت رعاية جهات موثوقة هي العتبة العباسية المقدسة، وبالتعاون والشراكة مع مسجد الكوفة وجمعية العميد، وجامعات مرموقة منها الكوفة والكفيل والعميد، ومركز دراسات الكوفة، ومؤسسات ثقافية رصينة، كاتحاد الأدباء والكتاب في النجف الأشرف، إذ تؤكد هذه الشراكات على أنّ المشروع ليس مجرد حدث عابر، بل هو جهد مؤسسي مستدام يهدف إلى إنتاج معرفة أصيلة ومؤصلة". وأوضح، أنّ "الأبحاث المقدمة في هذه المؤتمرات تسلط الضوء على القيمة الخالدة لتراث الإمام علي (عليه السلام) كمصدر للحلول العملية، ويُعد المؤتمر الرابع، الذي يركز على التربية، تتويجًا منطقيًّا لهذه المسيرة، إذ يتبنى فرضية جوهرية مفادها أنّ استدامة أي دولة عادلة أو مجتمع سليم تعتمد بصورة أساسية على بناء فرد واعٍ ومثقف ومؤهل"، مشيرًا إلى أنّ "المؤتمر بات يمثل مشروعًا فكريًّا متكاملاً ينتقل من النظرية إلى التطبيق، ومن الدولة إلى الإنسان، معززًا بذلك دور التراث في معالجة إشكاليات الحاضر والمستقبل".