الكفيل والخميس… مشروعان معرفيّان يشكّلان الوعي منذ أكثر من عقدٍ ونصف
موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة
2025-11-19
على مدى ما يزيد على خمسة عشر عامًا، خطّت العتبة العبّاسية المقدّسة مسارًا معرفيًا متينًا في ميدان التثقيف المجتمعي، عبر مشاريعها الفكرية المتعددة التي يتصدّرها قسمُ الشؤون الفكرية والثقافية. ومن بين تلك المشاريع، تبرز نشرتا "الكفيل" و "الخميس" بوصفهما نافذتين تُشرعان أبواب الوعي وتخاطبان الفرد والأسرة والمجتمع بلغة رصينة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وللحديث عن نشأة هاتين النشرتين وتميّزهما، وأسباب نجاحهما، كان لنا هذا الحوار مع سكرتير التحرير الأستاذ منير الحزامي، الذي كشف لنا محطّات وتفاصيل تُروى لأول مرة:
كيف وُلدت الفكرة؟
لم تولد النشرتان من فراغ، ولم تكن صدفة عابرة؛ بل انطلقتا من رؤية معرفية واضحة تبنّتها العتبة العبّاسية المقدّسة منذ تسلّمها مسؤوليّاتها. كانت الغاية أن يُحصَّن المجتمع فكريًا، وأن يُزوَّد الشباب بمخزون معرفي متين يقيهم تيهَ الأفكار المنحرفة ويُعينهم على الوعي الراسخ.
ومن هنا جاءت فكرة إصدار نشرات أسبوعية تحمل بعدين متكاملين:
فقهي – عقدي – أخلاقي – تاريخي عبر نشرة الكفيل.
أسري – اجتماعي – صحي – تنموي عبر نشرة الخميس.
فصارت النشرتان جناحين ينهضان بوعي الإنسان، فردًا ومجتمعًا.
ما رسالة الكفيل والخميس؟
تعتمد النشرتان على أقلامٍ ملتزمة، ومصادر موثوقة، ورؤية تهدف إلى نشر الفكر الأصيل، وترسيخ المعتقدات الصحيحة. فالمشروع ليس لملءِ الفراغ، بل لملءِ العقول بالوعي؛ لا لمجرّد الكتابة، بل لبناء الإنسان وإتاحة الفرصة للمواهب لكي تُعبّر وتُبدع.
وقد أصبح الالتزام والرصانة والتنوّع علاماتٍ مميّزة للنشرتين، حتى بات القرّاء ينتظرونهما أسبوعيًا.
ما الذي يميّز نشرة الكفيل تحديدًا؟
منذ انطلاقتها، أصرّت نشرة الكفيل على أن تكون منبرًا للقيم الأخلاقية والمفاهيم السامية. فهي تقدّم للقارئ خلاصة فتاوى المرجعية العليا بأسلوب واضح، وتسلّط الضوء على مناسبات أهل البيت (عليهم السلام)، وتستحضر تراث العلماء وسِيَرهم.
كما خُصّص فيها بابٌ معرفي يفتح للقارئ نافذة على عالم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)، ليعي مسؤولياته في زمن الغيبة ودوره في صناعة المستقبل.
اذا عن نشرة الخميس؟ ما خصوصيتها؟
أما نشرة الخميس، فهي كما يصفها المتخصصون: وجبة معرفية خفيفة، مكثفة، ميسّرة. تعتمد على خليط من المعارف الدينية والتراثية والعلمية، وتتناول موضوعات أسرية وتنموية وثقافية، فضلًا عن التعريف بشخصيات فكريّة أثرت حركة العلم والمعرفة.
وتتميّز بمرونتها في الطرح وتحرّرها من الأسلوب التقليدي، مما جعلها عند الكثيرين "متنفّسًا ثقافيًا" ينعش أسبوعهم.
كيف يتكوّن الفريق العامل على النشرتين؟
منذ العدد الأول، وضع المؤسسون هدفًا واضحًا: تقديم محتوى هادف يسهم فعليًا في رفع وعي المجتمع. لذلك يتكون فريق العمل من منظومة محترفة: المشرف العام، ورئيس التحرير، ومدير التحرير، وسكرتير التحرير، ومحرّرون متخصصون، ولجنة السلامة الفكرية، ومدققون لغويون، ومصممون ومخرجون طباعيون، فضلا عن كادر الطباعة والتوزيع.
هذا التكامل هو ما يمنحنا القدرة على المحافظة على الجودة والوتيرة الأسبوعية دون انقطاع.
ما سرّ نجاح النشرتين واستمرارهما حتى اليوم؟
العوامل كثيرة، وأبرزها:
الرؤية الواضحة: لم يكن الإصدار مجرد تجربة، بل مشروع معرفي مدروس.
الالتزام بالجودة: النوع قبل الكم، وهذه قاعدة لا نتنازل عنها.
التجديد المستمر: مواكبة التطور في عالم النشر، وتحديث أساليب الطرح.
التفاعل مع القرّاء: نحن نصغي، نتلقى المقترحات، ونعمل على ما يطلبه الجمهور الواعي.
هذه العناصر جعلت النشرتين مشروعين مستدامين، لهما جمهور واسع من مختلف الأعمار.
بهذه الرؤية الواضحة والجهود المتواصلة، تواصل نشرتا الكفيل والخميس أداء دورهما في تعزيز الوعي وصون الفكر، لتبقيا نافذتين معرفيتين تثريان القارئ وتواكبان احتياجاته. وما هذا الاستمرار إلّا دليلٌ على نجاح المشروع وثبات رسالته في خدمة المجتمع.