الإمام محمد الجواد (عليه السلام): ولادة إمامٍ وتجلّي الحكمة المبكرة

وُلِدَ الإمام أبو جعفر محمد بن علي الجواد (عليهما السلام) في المدينة المنوّرة في العاشر من شهر رجب الأصب سنة <strong>195هـ</strong>، وهو تاسع أئمّة أهل البيت الذين أوصى بهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله). وقد تجسّدت في شخصية هذا الإمام العظيم، كسائر آبائه الكرام، كنوز العلم والحكمة وجميع المثل العليا والأخلاق الرفيعة التي تُجسِّد الإمامةَ الرساليةَ والزعامةَ الربّانية. وعلى الرغم من قِصر المدّة التي عاشها الإمام الجواد (عليه السلام)، والتي بلغت خمسًا وعشرين سنة منذ ولادته وحتى استشهاده، إلّا أنّ التراث الذي وصل إلينا عنه، إذا ما قورن بالظروف التي أحاطت به وبشيعته في تلك الحقبة، نجده غنيًّا من حيث تنوّع مجالاته، وسموّ مستواه العلمي، ودلالاته العميقة، التي تُعدّ تحدّيًا صارخًا عند ملاحظة صدور هذا التراث عن إمامٍ بدأ بالإشعاع والعطاء منذ نعومة سنّه، وتولّى شؤون الإمامة وهو لم يبلغ عقدًا واحدًا من العمر.