النشاطات

وحدة التحقيق: عمل دؤوب لإحياء تراث أهل البيت(عليهم السلام)

وحدة التحقيق: عمل دؤوب لإحياء تراث أهل البيت(عليهم السلام)

شبكة الكفيل العالمية

2012-12-06

تٌعد شعبة مكتبة ودار المخطوطات التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة من الٌشعب المهمة في القسم المذكور، وقد شهد عملها تطوراً ملحوظاً خلال السنوات ‏الأخيرة لاسيما مع النهضة الفكرية والثقافية التي تشهدها العتبة المقدسة، وبكافة وحداتها العاملة ومنها وحدة التحقيق، هذا ما تحدث به مسؤولها الأستاذ محمد حسن ‏الوكيل، وأضاف: "مكتبة ودار المخطوطات في العتبة العباسية المقدسة أخذت على عاتقها مسؤولية إحياء تراث أهل البيت(عليهم السلام) هذا التراث الثرّ، من خلال كوادر متخصصة في هذا المجال ويعملون بجهود استثنائية، وتتكون وحدة ‏التحقيق من: المشرف العلمي، ومسؤول الوحدة، وثلاثة ‏محققين، ومراجع تأريخي، ومراجع لغوي، ومُنضِّد، ومخرِج فني. وهم من ذوي الخبرة والكفاءة، ومن ‏حملة الشهادات الأكاديمية العليا ‏".‏
وعن الأعمال المناطة بهذه الوحدة أوضح الوكيل: "ًإنّ أساس عملية التحقيق هي خدمة الباحث وطالب العلم بشكل خاص، والقرّاء والمطالعين عموماً، و‏أنّ المخطوطات هي مادة تراثية مُعرّضة لخطر التلف، لذا من غير الممكن لأي شخص أن يطّلعَ عليها أو ‏يلمسها، وخصوصاً أنّها موجودة في خزانات حصينة ومؤمّنة بشكل كامل، فيصعب على الباحث أو المحقق ‏الوصول إليها، وبالتالي لابدّ لهذه المخطوطات أن تظهر للباحثين والقراء بشكل آخر وعصري، لكي تتحقق منها ‏الفائدة الكاملة ‏وعملنا في وحدة التحقيق يتثمل بإخراج المخطوطات، الى منافذ ‏التوزيع أو المكتبات العامة؛ لتكون بمتناول أيدي الناس".
مبيناً: "كذلك أنّ عملية التحقيق تمرّ بمراحل عديدة، من بينها مرحلة اختيار الموضوع الذي نرى أنّه مهم من أجل ‏التحقيق فيه، وذلك بناءً على متطلبات الفترة الراهنة، كأن تكون هناك حاجة الى ردّ شبهات، فنتجه الى ‏مخطوطة عقائدية، أو قد تكون فقهية أو أدبية أو تراجم وهكذا، والمرحلة الأخرى هي اختيار المخطوطة، من خلال البحث عن الأماكن الموجودة فيها، ومعرفة فيما إذا كانت ‏هناك نسخة واحدة أو عدة نسخ منها، تتم بعدها عملية تصوير نُسخ المخطوطة، ثم تدخل في عملية التنضيد وتحويلها الى نسخة الكترونية".
من ثم تأتي مرحلة المقابلة، والتي نعتبرها أساس عملية التحقيق من خلال المقارنة بين نسخة المخطوطة ‏والنسخة المُنضَّدة، المرحلة الأخرى تتمثل بعملية تخريج الأحاديث والروايات، وشرح أحوال الشخصيات والرجالات في المخطوطة، ‏وبيان معاني الكلمات الغريبة وغيرها من الأمور، ثم تأتي مرحلة ضبط النص، وبعدها يُعطى النصّ الى ‏المدقق اللغوي الذي يقوّمُ النصّ سواء من الناحية النحوية أو البلاغية ضمن قواعد خاصة بتحقيق النصوص؛ ‏ومن ثم تكون هناك مراجعة للكتاب من قبل أشخاص متخصصين سواء من داخل العتبة العباسية المقدسة أو من ‏خارجها، ثم يدخل النص في عملية الاخراج الفني من حيث ‏تصميم الغلاف والورق".
و يمتازُ عملنا بالدقة العالية والتركيز والبحث الدائم، فقد تستمر مراجعة كتاب واحد سنة أو سنتين، ‏حيث نتعامل بشكل دقيق جداً مع كلّ ما يرد فيه، فأحياناً قد يأخذ البحث عن مصدر أو التدقيق في صفحة أو ‏كلمة عدة أسابيع كل ذلك من أجل أن يظهر الكتاب بصورة تليق بمقام العتبة العباسية المقدسة".