العتبة العباسية تنظم مراسيم استبدال راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) من الحمراء إلى السوداء
قسم الشؤون الفكرية والثقافية
2023-07-19
نظّمت العتبة العباسية مساء اليوم الثلاثاء مراسيم استبدال راية مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) من اللون الأحمر إلى الأسود، إيذاناً بحلول شهر محرم الحرام (1445هـ).
وكانت بداية المراسيم من العتبة الحسينية المقدّسة، حيث استُبدِلت الراية الحمراء بالسوداء لقبّة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، وسط مشاركةٍ واسعة من حشود المعزين.
لتتّجه الأنظار صوب مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام)، لبدء مراسيم تبديل راية القبّة الشريفة لمرقده الطاهر، والتي أُقِيمت في الباحة الوسطى لبوّابة القبلة، وتزامن معها رفع القرآن الكريم من أعلى قبة المولى ابي الفضل العباس (عليه السلام) من قبل الأمين العام للعتبة المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين.
وحضر المراسيم المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي وعددٍ من مسؤوليها ووفود وشخصيات دينيّة وأكاديمية وحوزوية، وسط أجواءٍ يسودها الحزن والأسى.
ورُفِعت راية المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) السوداء الرمزية على السارية الموجودة في باب قبلة الصحن الشريف من قبل المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي، تزامناً مع رفعها على القبّة الشريفة.
فيما أُنزِلت الراية الحمراء من على قبة المرقد الطاهر لأبي الفضل العباس (عليه السلام)، إذ تشرّف بإنزالها الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، ليرفعَ مكانها راية الحزن والحداد العاشورائيّ السوداء.
واستُهِلّت المراسيم بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، لقارى العتبتين المقدستين حيدر جلوخان أعقبتها كلمةٌ العتبة العباسية المقدّسة، القاها متولّيها الشرعي السيد أحمد الصافي (دام عزه) والتي أكد فيها ان "احياء ذكرى عاشورا وهو احياء للإمامة وعلى المؤمنين الاهتمام بشعائرها والمشاركة فيها.
وقال السيد الصافي إن "الاستعدادات النفسية من قِبل المؤمنين وإظهار مظاهر الحزن والأسى ولبس السواد، هو من المبادئ المهمّة والأساسية التي درج عليها المؤمنون في كلّ عام، إحياءً لذكرى عاشوراء وهو إحياء للإمامة"، داعياً المؤمنين "في كلّ مكان لمواصلة إحياء شعائرها تبعاً لوصايا الأئمّة(عليهم السلام)، والاهتمام بها والمشاركة فيها والتعبير عن فداحة الواقعة".
وأضاف "يجب أن يكون إحياء شعائر عاشوراء بالطريقة المتعارفة للمؤمنين، التي جرى عليها السلف سواء في الكلمات أو الأشعار والألحان، والأطوار الإبكائية المثيرة للشجن والحزن".
وشدّد المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيد أحمد الصافي على "ضرورة أن تكون طريقة إحياء شعائر عاشوراء، بعيداً عن الطرائق التي لا تتناسب مع عنوان الفاجعة والمصيبة، التي ألمّت بقلوب المؤمنين".
وبين سماحته "إن واقعة الطف هي فاجعة قبل أن تكون عبرة، إذ فيها تجلت الأحقاد الدفينة من قبل العصابات المجرمة التي جثمت على صدر الأمة وانتجت هذه المأساة الدموية".
وأكد سماحته أن التاريخ قد عاد نفسه في العراق خلال الأحداث والعمليات الإرهابية التي عصفت به في السنوات الأخيرة فقد “استصرخ الشيطان أتباعه ليقتل المؤمنين على الهوية وعلى المبادئ فازهقوا الأرواح بالقتل المريع والخطر الفظيع في الرجال والنساء والأطفال" مشيرا الى انه قد " تكررت فواجع مصغرة من واقعة الطف هنا وهناك وكادت الأمور تنتهي الى ما لا يعلمه إلا الله تعالى لولا أن رحم الله العباد والبلاد بسيدنا الأكبر – المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني- ومنهجه القويم وطريقته المستقيمة، مدافعاً عن الأرض والعرض والمقدسات، فكان حسينياً والذين استجابوا لفتواه المباركة كانوا أنصاره بحق وصدق ضد الباطل.
أعقب ذلك استلام راية العزاء من ممثّلية مواكب محافظة ميسان، من قبل المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي، حيث دأبت العتبة المقدسة في كلّ عام على استلامها من احدى المحافظات وكانت في هذا العام من نصيب محافظة ميسان.
ثم جاءت فقرة شعرية قدمها الشاعر علي الصفار، تلتها فقرة عزائية للشيخ عبد الصاحب الطائي بمشاركة كل من الرادود الملا حسين الصغير والملا الحسن الشجيري والملا الحسين الشجيري.
وتُقام هذه المراسيم العزائية منذ عام (2004م)، إذ يتمّ من خلالها الإعلان عن بدء شهر الأحزان، لتكون انطلاقته من كربلاء المقدّسة عاصمة الشعائر الحسينية.