النشاطات

فعّاليّات أسبوع الإمامة الدولي الثاني تشهد مناقشة بحث الافتتاح

فعّاليّات أسبوع الإمامة الدولي الثاني تشهد مناقشة بحث الافتتاح

موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة

2024-06-27

شهد حفل افتتاح فعّاليات أسبوع الإمامة الدوليّ الثاني الذي تقيمه العتبة العبّاسية المقدّسة، مناقشة البحث الافتتاحي.
وألقى الشيخ علي الجزيري بحثه، الذي تناول فيه العنوان العام للأسبوع، الذي يُقام تحت شعار (النبوّة والإمامةُ صنوان لا يفترقان) وبعنوان (منهاج الأئمّة -عليهم السلام- في تربية الفرد والأمة)، وأدار الجلسة الشيخ الدكتور حسام العبيدي.
وبيّن الجزيري، للحديث عن الإمامة لا بُدّ أن نتحدّث عن الغدير، لأن الغدير هو المكان الذي تمّ فيه أخذ البيعة بالإمامة لأمير المؤمنين علي(عليه السلام)، فقد بيّن رسول الله(صلّى الله عليه وآله) مكانة أمير المؤمنين في الأمّة، ومكانته من بعده (صلّى الله عليه وآله) في مواضع كثيرة منذ بدء الدعوة، ولكن يوم الغدير يومٌ تميّز فيه البيان عن سائر البيانات، الحديث عن الغدير سنجعله في محاور ثلاثة، الأول أن الغدير حديث أم حادثة والثاني في ثبوت واقعة الغدير والثالث في دلالاته.
وأوضح أن، الحديث عن أن الغدير حديث أم حادثة فهذا الحديث هو حديثٌ عام لا يخصّ الغدير، بل يجري في جملة ممّا يوجد في التراث الإسلاميّ بعنوان أحاديث، مثل المباهلة فإنها تنقل في الكتب بأنها عنوان حديث المباهلة لكنّها حادثة المباهلة، ومثل يوم الراية يوم أعطى رسول الله(صلّى الله عليه وآله) الراية لعلي(عليه السلام)، المشهور في كتب المسلمين أن هذا حديث الراية، والحال أن حادثة الراية هذه هناك مواقف أُخَر تشبهها.
وذكر الباحث، أمّا ثبوت هذه الحادثة، فحادثة الغدير ثابتة نقلها الجمع الغفير عن الجم الكثير، هذه الحادثة منقولة في مصادر الشيعة بالنقل المتواتر، بل أن نقل حادثة الغدير عند الشيعة أمر يعرفه الصغير والكبير، وليس أمراً خاصاً بالمحدثين وعلماء الحديث، هو أمرٌ يعرفه عامّة الشيعة.
وأوضح أنّ، أهل البيت(عليهم السلام) ما تركوا ثغرة دون سدّها، فيوم الغدير هو يوم عبادات متعدّدة مستحبة، عبادة واحدة من هذه العبادات زيارة أمير المؤمنين(عليه السلام) في يوم الغدير، وفي زيارة أمير المؤمنين في يوم الغدير زيارة مخصوصة طويلة مشتملة على تفاصيل واقعة الغدير مع بيان مزايا أمير المؤمنين(عليه السلام)، فلا ينبغي للمؤمن أن يموت دون قراءتها في مناسبة زيارة الغدير أو في غيرها، بل ينبغي للمؤمن أن يقرأ زيارة الغدير.
وذكر الجزيري أن، الإنسان كلّما قرأ زيارة الغدير تأثّر بها نظير الزيارة الجامعة كلّما قرأها تأثّر بها وكأنّه يقرأها للمرّة الأولى، زيارة الغدير هكذا، إذن أهل البيت(عليهم السلام) أحيوا واقعة الغدير في ثقافة الشيعة، هذا حال هذه الواقعة وثبوتها عند الشيعة، أمّا عند غير الشيعة فإن رواة حادثة الغدير كثيرون جداً، حتى أن جمعاً من أئمّة علماء الحديث عند غيرنا قد صنّفوا كتباً أفردوها في جمع أسانيد حديث الغدير أو واقعة الغدير.
واختتم الباحث بالقول إن، المحور الثالث لهذه الدراسة أو هذا البحث، هو كلّ ما يتعلّق بدلالات حادثة الغدير، واقعة ثابتة وفقاً لروايات الأئمّة(عليهم السلام) لا سيّما الإمام علي(عليه السلام)، ونقلتها سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء والحسنان(صلوات الله عليهم أجمعين)، وكذلك في كتب باقي المذاهب والطوائف الإسلامية، وإن الناقلين لها من مختلف الطوائف، وكذلك نقلها عددٌ من صحابة رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، وكذلك نقلها أعداء الإمام علي(عليه السلام) الذين هم كانوا على الحياد (السلبي)، إذن هي واقعة ثابتة نقلها جمعٌ غفير وتنوّعَ ناقلوها وهذا إثباتٌ على وجودها.