النشاطات

مركز الفهرسة ونظم المعلومات: دور رائد في تعزيز مكانة المكتبات العراقية عالميًا

مركز الفهرسة ونظم المعلومات: دور رائد في تعزيز مكانة المكتبات العراقية عالميًا

موقع قسم الشؤون الفكرية والثقافية

2024-11-19

بإتقان عالٍ وعمل دؤوب، يواصل فريق من المتخصصين في مجال الفهرسة والتصنيف جهوده لصناعة ببلوغرافية دقيقة لمكتبات الجامعات العراقية والمكتبات الأهلية والعامة، بهدف تسهيل الوصول إلى المصادر والمراجع المهمة في مختلف التخصصات.

في قلب العراق، الذي يُعتبر مهد الكتابة، وتحديدًا في مدينة كربلاء، يعمل مركز الفهرسة ونظم المعلومات، الذي أسسته العتبة العباسية المقدسة ضمن قسم الشؤون الفكرية والثقافية، لتحقيق أهداف استراتيجية رائدة في مجال الفهرسة والتصنيف.

ريادة في الفهرسة الرقمية وتصنيف المعلومات

يُعد مركز الفهرسة ونظم المعلومات من أبرز المراكز المتخصصة في الفهرسة الرقمية وتصنيف المعلومات في العراق. يضم المركز خبرات متقدمة، ويستخدم أحدث البرامج التخصصية في هذا المجال. بفضل جهود كوادره المتخصصة، استطاع المركز تصنيف وفهرسة معظم المكتبات في العراق، مما يسهم بشكل كبير في الارتقاء بالمكتبات العراقية وتعزيز دورها في نشر المعرفة.

مشاريع استراتيجية بارزة

أطلق المركز مشروعين استراتيجيين رئيسيين يهدفان إلى تحسين الوصول إلى المعرفة وتعزيز مكانة العراق في الساحة الثقافية العالمية:

• مشروع الملف الاستنادي للمؤلفين العراقيين: انطلق هذا المشروع في عام 2019م، وتمكن المركز من جمع معلومات دقيقة عن تخصصات المؤلفين العراقيين، وسيرهم الذاتية، وعناوين مؤلفاتهم. كما يوفر المشروع خارطة إلكترونية تُظهر مواقع المكتبات العراقية، مما يُسهل على الباحثين الوصول إلى المصادر الأدبية والثقافية. يضم المشروع قاعدة بيانات تحتوي على أكثر من 23,000 مؤلف عراقي، ويعد الأول من نوعه في العراق. كما تم اعتماد بياناته في أحد أبرز المواقع العالمية المتخصصة.

• مشروع البوابة العراقية للمعرفة: تهدف البوابة العراقية إلى تعزيز التعلم والقراءة الإلكترونية، بالإضافة إلى توثيق الأرشيف وجمع التراث العراقي في مكان واحد. تضم البوابة حتى الآن أكثر من 20,613 كتابًا إلكترونيًا و25,819 رسالة وأطروحة في مختلف التخصصات. تسهم هذه المبادرة في توفير مكتبة ضخمة من الكتب الإلكترونية للباحثين في شتى المجالات.

إجراءات عمل دقيقة ومنهجية

"يتألف المركز من فريق متخصص يزيد عدد أعضائه على خمسين موظفًا، موزعين في ست وحدات مترابطة تكمل بعضها البعض."

• وحدة تصوير الأوعية الرقمية: تحويل الكتب والمراجع المكتوبة على الورق إلى صيغ إلكترونية.

• وحدة الأرشيف الوثائقي: إدخال الأعمال في برامج متخصصة وتحديد أرقام تعريفية لحفظها في أماكن آمنة.

• وحدة الفهرسة الوصفية: العمل على الوصف المادي للكتب والمراجع.

• وحدة الفهرسة الموضوعية: تصنيف المواد حسب الموضوع.

• وحدة فهرسة المؤلفين: تخصيص أكواد عالمية للمؤلفين العراقيين وتصنيف مؤلفاتهم وفقًا للمعايير الدولية.

• وحدة الدعم الفني: رفع المواد على موقع البوابة العراقية للمعرفة، وموقع الملف الاستنادي، بالإضافة إلى مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

إنجازات متتالية على الصعيدين المحلي والدولي

نظم المركز ورش عمل ودورات تدريبية للكوادر العراقية العاملة في المكتبات لتعريفهم بأحدث تقنيات الفهرسة ونظم المعلومات. كما وشارك فريق العمل في عدة مؤتمرات دولية متخصصة في الفهرسة والمكتبات، مما جعل العراق يبرز بين الدول التي تطبق أفضل الممارسات في هذا المجال.

من خلال أنظمته المتطورة ومشروعاته الناجحة، تمكن المركز من وضع العراق على خارطة العالم للمكتبات. فلم يقتصر دور المركز على الفهرسة المحلية فقط، بل سعى إلى تطوير نظام يتماشى مع المعايير الدولية، مما جعل العراق يكتسب مكانة بارزة بين الدول التي تمتلك بنية تحتية قوية في مجال المكتبات.

تقدير عالمي للجهود المبذولة

في خطوة غير مسبوقة، حصل المركز على درع الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA)، في إنجاز يُعد الأول من نوعه داخل العراق.

وجاء هذا التكريم تقديرًا للجهود الكبيرة التي بُذلت في خدمة هذا المجال، وذلك خلال المؤتمر التخصصي الدولي الثاني للمعلومات والمكتبات، الذي نظمه المركز بالتعاون مع جامعات (البصرة، المستنصرية، الموصل).

يعد مركز الفهرسة ونظم المعلومات في العتبة العباسية المقدسة مثالًا حيًا على الريادة في مجال الفهرسة الرقمية وتصنيف المعلومات. ومن خلال مشاريعه الاستراتيجية وإنجازاته المستمرة، يسهم المركز في تعزيز مكانة العراق على الساحة العالمية في مجال المكتبات، ويعزز من دوره في حفظ التراث الثقافي والمعرفي وتسهيل الوصول إلى المعرفة في مختلف التخصصات.