(المصحف الشريف المنسوب إلى ابن البوّاب.. دراسة شاملة): محاضرةٌ بحثيةٌ ضمن فعاليات المؤتمر السنويّ الدوليّ الثاني لحفظ التراث المخطوط وإحيائه للباحث الأستاذ علي الصفار..

ضمن فعاليات المؤتمر السنويّ الدوليّ الثاني لحفظ التراث المخطوط وإحيائه عُقِدَت صباح هذا اليوم محاضرةٌ خاصّةٌ بمركز تصوير المخطوطات وفهرستها، حملت عنوان: (المصحف الشريف المنسوب إلى ابن البوّاب.. دراسة شاملة) ألقاها الأستاذ الباحث علي عبدالحسين الصفّار.
وتحدّث فيها عن المصحف الشريف الموجود في خزانة العتبة العباسيّة المقدّسة والمنسوب إلى علي بن هلال البغداديّ المعروف بـ"ابن البواب" المتوفَّى سنة (413هـ)، حيث استعرض بشكلٍ موجزٍ بحثاً قدّم فيه نظرة متكاملة في هوية هذا المصحف الشريف، ونسبته وخطّه وزخرفته ورسمه وقراءته.
وبيّن فيها أيضاً: "بالرغم من عدم وجود جردٍ دقيق لكافة المخطوطات والمكتبات الخاصة، ولربّما لو كان هنالك جردٌ دقيق لكلّ المخطوطات لعرف الباحثون قيمة الإرث الكتابي والكنز الكبير الذي تضمّه مكتبات وادي الرافدين".
مؤكّداً: "إنّ أهمية ما نخوض فيه وهو المصحف الشريف المنسوب إلى ابن البوّاب جاءت من عدّة جهات:
أولاً: الإرث الكتابي فنحن أمام مخطوطٍ تجاوز عمره سبعة قرون، وعلينا الاهتمام بهذا الإرث لأنّه يمثّل مرحلةً وحقبة مهمّة.
ثانياً: العناصر الفنية، يضمّ هذا المخطوط عناصر فنية فريدة وكثيرة، منها: (الخط، الزخرفة، التذهيب، والتزويق) وبهذا فهو يمثّل لوحةً فنية فائقة الجمال، وعلينا دراسة كلّ عنصرٍ فيها.
ثالثاً: قرآن كريم، وهو القرآن الكريم الذي نزل به الروحُ الأمين على خاتم المرسلين(صلى الله عليه وآله)، وهذا اعتبار فوق كلّ اعتبار.
رابعاً: الهجاء والقراءات القرآنية، حيث يضمّ هذا الجزء من المصحف الشريف في رسمه وضبطه وقراءته إشارات كثيرة علينا التوقّف عندها وإشباعها بحثاً وتحقيقاً، من خلال الرجوع إلى علمَيْ الهجاء والقراءات لنكشف اللثام عنها.
خامساً: اللغة والكتابة، ولأنّ هذا السفر الخالد نزل بلسانٍ عربيّ مبين فلابدّ لنا أن نسلّط الضوء على لغته ونعرف متى وُلدت، وكيف نمت وتطوّرت، وكيف كتبت".
وتابع الصفار: "قُسّم التحقيق في هذا الكتاب إلى خمسة أقسام، وكلّ قسمٍ إلى عدّة أبواب حسب المقتضى وكما يلي:
القسم الأول: اللغة والكتابة وأدواتها.
القسم الثاني: الإسلام وفنّ الخطّ والزخرفة.. الأثر والدور.
القسم الثالث: ابن البوّاب، سيرته وإنجازاته وآثاره.
القسم الرابع: التعريف بهذا المصحف الشريف ونسبته.
القسم الخامس: هوية المصحف هجاءً وإقراءً".
الجديرُ بالذكر أنّه انطلقت صباح يوم الأحد (20ذي الحجّة 1436هـ) الموافق لـ(4تشرين الأوّل 2015م) فعّالياتُ المؤتمر السنويّ الدوليّ لحفظ التراث المخطوط وإحيائه بنسخته الثانية، الذي تُقيمه مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدّسة.