النشاطات

لجان أسبوع الإمامة: بحوث مؤتمراتنا درست سِيَر الأئمّة (عليهم السلام) ومرويَّاتهم وما أُثِر عنهم

لجان أسبوع الإمامة: بحوث مؤتمراتنا درست سِيَر الأئمّة (عليهم السلام) ومرويَّاتهم وما أُثِر عنهم

موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة

2024-07-04

أكد رئيس اللجنة العلمية لأسبوع الإمامة الدولي الثاني الدكتور كريم حسين الخالدي، أن بحوث مؤتمراتنا درست سِيَر الأئمّة(عليهم السلام) ومرويَّاتهم وما أُثِر عنهم.
جاء ذلك خلال إلقائه البيان الختاميّ في حفل اختتام أسبوع الإمامة العلميّ الدوليّ الثاني، الذي أُقِيم في قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) داخل العتبة العبّاسية، وبحضور المتولّي الشرعيّ للعتبة المقدّسة العلّامة السيد أحمد الصافي، وأمينها العام السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين وعدد من أعضاء مجلس إدارتها ومسؤوليها ورؤساء أقسامها، والعديد من الشخصيات الدينية والحوزوية والأكاديمية والرسمية، من داخل العراق وخارجه.
وتقيم العتبة العبّاسيّة المقدّسة أسبوع الإمامة الدّولي الثّاني تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (منهاج الأئمّة -عليهم السّلام- في تربية الفرد والأمّة).
وذكر الخالدي في البيان، أن "فعّاليَّات أسبوعِ الإمامةِ انطلقَتْ في (20/ ذي الحجّة/ 1445هـ) الموافق (27/ حزيران/ 2024م)، برعايةٍ المتولِّي الشرعيِّ للعتبة المقدَّسة سماحة العلّامة السيِّد أحمد الصافي، وبتضافرِ جهودِ ملاكاتِها كافَّة، وبرؤيةٍ علميَّةٍ وعمليَّةٍ وُسم موضوعُ هذهِ النسخة بعنوانِ (منهاجُ الأئمَّةِ في تربيةِ الفردِ والأُمّة)؛ لإنعامِ النظر من العلماء والباحثين بتراث المعصومين(عليهم السلام)؛ أحاديثِهم وأفعالِهِم ووصاياهُم وسيرهِم، وسُبُلِ معالجاتِهم لمشكلاتِ المجتمعِ التربويَّة بفئاتِهِ كافَّة؛ فكانتْ الحصيلةُ عشراتِ البحوث والدراساتِ القيِّمةِ التي كشفَتْ جوانبَ مهمَّةٍ في هذا الموضوعِ، ذي المساسِ المباشرِ بحياةِ الفردِ والأُمَّةِ".
وأضاف، أنّ "العالم يتحرَّك على وفق قوانين وأنظمة ضابطة لحركيَّته على مستوى التنظيم الطبيعيِّ لظواهره، وعلى مستوى إدارة علاقات الفرد والأُمّة بالخالق القيُّوم المُتقِن لصنعه من جانب، وبنفسه ومحيطه وبيئته من جانبٍ آخر، وجعل لذلك أدلَّة وحجَجًا إذا خلت الأرض منهم ساخت، فكانت النبوَّة من قوانين سير البشر الضامنة لضبط علاقة الفرد بربِّه وبما يحيط به، ومن بعدها كانت إرادة الجعل الإلهيّ ممثَّلةً بمفهوم الإمامة؛ بوصفه قانونًا من قوانين إحكام الكون، فهي ليست مفهومًا سياسيًّا وإداريًّا فحسب؛ بل أمرٌ إلهيٌّ تكوينيٌّ حمَّله الله تعالى مسؤوليَّة الهداية بأمر الله تعالى بموجب قوله تعالى (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)، وما الهداية إلّا نظام تربويٌّ قائم على تطبيق النظام الأمثل الذي يعالج واقع الإنسان، والارتقاء به إلى مستوى المُثُل الإسلاميَّة التي أقرّها الله تعالى".
وبيّن الدكتور كريم الخالدي، أنّ "الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) اتَّبعوا في سبيل إنقاذ البشرية من حبائل الشيطان ومزالق النفس والهوى وسائل متعدِّدة، وآليّات متنوِّعة لتربية الفرد والمجتمع على وفق تنوّعِ الظروف التي عاشوها؛ إلّا أنّ همَّهم الأساس يتلخَّص في جعل الإنسان مهتديًا وهاديًا في الوقت نفسه، مرتبطًا بمنظومة القيم الإلهيَّة التي بموجبها استحقَّ الخلافة (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)".
وأوضح، أنّ "البحوث في مؤتمراتنا أخذت على عاتقها دراسة سِيَر الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، ومرويَّاتهم وما أُثِر عنهم ومتابعة ذلك في ميدان التربية، إذ توصّلت البحوث إلى جملة من النتائج؛ منها أن مفهوم التربية عندهم (عليهم السلام) يبدأ قَبل مرحلة الزواج تأسيسًا على (تخيَّروا لنطفِكُم فإنّ العرقَ دسّاس)، وتستمرّ عملية التربية والتوجيه فيما بعد ذلك مرورًا بمرحلة الأجنَّة وإلى حين الممات، بل وما بعده؛ هذه الأمور وغيرها تدفعنا إلى تلمّس معالم الهدْي التربويّ في إرثهم وتراثهم (عليهم السلام)".
وتابع، أنّ "ما أفرزته البحوث العلميّة المشاركة أنّ توجيهات الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) التربوية، كانت تستند في أسسها إلى كتاب الله الكريم وآياته المباركة ومفاهيمه الشريفة في بناء شخصيّة الإنسان، وإرشاده (على مستويي التفكير والسلوك) ليتعاطى مع الموجودات المتعدِّدة، ويتفاعل معها تفاعلًا إيجابيًّا تنمويًّا على وفق معايير الاعتقاد والتشريع، وكان محور اهتمامهم هداية الإنسان؛ إذ إنَّ وصايا الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) وإرشاداتهم انطلقت من أنفسهم بوصفهم قدوةً وأسوةً وانتهت بالأفراد والأمّة، فأعطوا كلَّهم لله تعالى، وبذلوا جهودهم في سبيل هداية المجتمع الإنسانيِّ، ومن أيّ موقع كانوا سواء في موضع المكنة والسيطرة سياسيًّا وإداريًّا، على نحو منهج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) في بناء الفرد والمجتمع، أم في موضع المظلوميَّة؛ على نحو منهج بقيَّة الأئمَّة (عليهم السلام)".
وأشار الخالدي إلى، أنّ "الظروف اقتضت بلحاظ البيئة الاجتماعية والسياسية أن تتنوَّع وسائل التربية، فقد تكون بالصلابة والمواجهة تارةً، وباللين والمحاورة تارةً أخرى، وبالمحاصرة والغَيْبة تارةً ثالثة أو غير ذلك، أمّا الخطاب التربوي فكان متميّزاً بخصائص متنوِّعة على وفق خصائص الفئات المستهدفة؛ وهو أمرٌ بالغ الأهمِّية وله تأثير في حصول الأثر المتوخَّى من الخطاب؛ فتارةً يبيِّن أهمِّيَّة الأمر التربوي، وتارةً آثار الالتزام به وعدمه، وتارةً العناية بالشروط والمقوِّمات، وغير ذلك، فالأئمَّة (عليهم السلام) على الرغم من إقصائهم ومحاربتهم إلّا أنّهم كانوا يتحمَّلون باستمرار مسؤوليَّتهم في الحفاظ على الرسالة وبيانها وثوابتها الإسلاميَّة وتحصينها من التردِّي إلى الهاوية".
وقدّم رئيس اللّجنة العلميّة شكره وتقديره إلى الباحثين الّذين أسهموا في إنجاح المؤتمرات العلميّة، وكذلك قدّم شكره إلى القنوات الفضائيّة والسّادة الإعلاميين الّذين كان لهم دور بارز في نقل وقائع فعّاليّات أسبوع الإمامة الدّولي الثّاني.